خير الدين الأسدي
خير الدين الأسدي باحث لغوي و مؤرخ سوري وحائز على وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى.[4] ولد عام 1898-1899 في حي الجلوم بمدينة حلب، وتوفي عام 1971م في حلب. والده الشيخ عُمر بن محمد خير رسلان «أسد» (1874-1940)، وكان أستاذاً للصرف واللغة العربية في المدرسة العثمانية الكائنة في باب النصر والمدرسة الخسروية الكائنة بالقرب من مدخل قلعة حلب. تلقى تعليمه الأول في مكتب «شمس المعارف» حيث تعلم بعضاً من اللغات التي كانت تدرس كالتركية والفارسية والفرنسية والإنجليزية، وألمّ بالسريانية كتابة و قراءة بالإضافة إلى اللغة العربية. وهو أحد مؤسسي جمعية العاديّات السورية. تعليمهفي عام 1907 بدأ يتردد على «المدرسة العثمانية» (أو ما تسمّى «بالمدرسة الرضائية»)، وكان في هذه الفترة يتابع تحصيله في المدارس التركية حتى بلغ «شهادة الرشدية» والتي تقابل الشهادة الثانوية اليوم، عندها انتقل إلى المدرسة العثمانية ليتابع دراسته باللغة العربية. تابع تحصيله العلمي بالمطالعة الخاصة، والاتصال بكبار الأدباء والمفكرين في عصره، وعمل في حقل التعليم أستاذا للغة العربية في «المدرسة الفاروقية»، ثم في «مدرسة هايكازيان» ثم في «اللاييك» وكان كثير التنقل والأسفار. حياته
كان مولعاً بجمع الآثار والتحف والصور والتسجيلات الموسيقية ففي عام 1951 بدأ العمل في موسوعته الكبرى حتى عام 1956 حيث تابع رحلاته العلمية فزار كلاً من يوغوسلافيا والمجر وبلغاريا والنمسا، كما قام برحلة إلى شمال أفريقيا فزار ليبيا وتونس والمغرب وإسبانيا. وقد نظم الشاعر المُربي محمد عارف الرفاعي قصيدة مواساة حين بُترت كف العلاّمة الأسدي في عام 1923 في الحادثة المعروفة، وقد نشرت في جريدة سورية الشمالية العدد 172 أيلول عام 1923 في حلب. قصيدة يدان للشاعر محمد عارف الرفاعي بمناسبة حادثة فقد يد صديقه العلاّمة خير الدين الأسدي جاء فيها:[5][6][7] يدان وربَّ يدٍ تسدي وتلحمُ في الأَذى وليستْ عن الأضرارِ والشَّرِ تُقْلِعُ تقبّلُ ما بين الشّفـاه وليتها تحاكَمُ في شـرعِ القضاء وتُنْزَعُ أيجدرُ أن تحيا و تبقى طويلةً وراحةُ ذي الإحسانِ بالنّار تُقْطَع؟ لقد بَتَرَ البارودُ كفّاً بنارِهِ فللّه من كفٍّ هناك يُقَطّع وللّه من كفٍّ وقد كفَّ ضرّهُ لأوطانه يسدي الجميل ويَصْنَعُ لئن ساءه المقدارُ فيما أمضّهُ وسالت دماءٌ من عيونٍ وأدْمُعُ سلامٌ على كفٍّ علاماتُ جُرْحِهِ لآلئُ، لكنْ تلك أبهى و أسْطَعُ تفوق وسامًا قد علا صَدْرَ خاملٍ وذاك وسامٌ بالتّفاني مرصّعُ فما بتروا كفًا وقد دام نَفْعُهُ وكَمْ من صحيحِ الجسمِ ما ليس ينفعُ مؤلفاتهترك الكثير من الآثار ومعظمها مخطوطات، فمن مؤلفاته - إضافة إلى ما سبق ذكره: «قواعد الكتابة العربية»، ووضع كتاباً في النثر الشعري سماه «أغاني القبة الصوفية». وكان قمة إنتاجه موسوعة حلب المقارنة - تاريخ القلم العربي- وهي موسوعة في النحو استغرق في كتابتها 30 عاماً وسجل فيها تراث حلب غير المادي من حكم وأمثال وعادات وأخبار. وبحث في جذور كلمات اللهجة الحلبية بحثاً عميقاً متميزاً. وممّا كتب عن موسوعة حلب المقارنة ما يلي: «أنا ابن السادسة والستين، لا مندوحة لي عن الخيال وإلا جفت أمامي الحياة وأمحلت، ولكن صبراً أيها الخيال الحبيب فعما قريب ينتهي الكتاب (يعني موسوعة حلب) وآنئذ تمرح وتلعب». ومن مؤلفاته مخطوطة أحياء حلب وأسواقها حققها وأضاف عليها و وضع فهارسها الأستاذ عبد الفتاح روّاس قلعجي، من منشورات وزارة الثقافة السورية سنة 1984. كما صدر له
مخطوطات
هذا بالإضافة إلى العديد من المقالات اللغوية والأدبية التي نشرت في بعض المجلات، ومن الأحاديث التي أذيعت من إذاعة حلب.[5]
وفاتهتوفي خير الدين الأسدي في شوال 1391هـ الموافق كانون الأول (ديسمبر) 1971 في دار المبرَّة الإسلامية للعجزة. تكريمهفي الحادي عشر من كانون الثاني (يناير) عام 1983، منح حافظ الأسد رئيس الجمهورية السورية خير الدين الأسدي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى فلقي بذلك بعد وفاته التكريم الذي كان يستحقه في حياته. وأطلق عام 2007 موقعاً لتوثيق التراث في مدينة حلب يحمل اسم خير الدين الأسدي علّامة حلب. كما أطلقت عام 2014 من كندا جوائز سنوية لتكريم كل من يتابع خُطى الأسدي في توثيق التراث غير المادي وهي الآن (2021) في إصدارها السابع و تضمّ أكثر من عشرين فئة لتوثيق التراث في سورية و في كل من : مصر، لبنان، العراق، فلسطين والأردن في الذكرى الخمسين لرحيله (1971-2021). مراجع
وصلات خارجية |