ري (زراعة)الرّيُّ المعروف أيضًا باسم السقاية، هي الممارسة الزراعية لاستخدام كميات محسوبة من المياه على الأرض للمساعدة في إنتاج المحاصيل. يمكن استخدامه أيضًا في زراعة نباتات المناظر الطبيعية والمروج. تعرَّف الزراعة البعلية بأنها الزراعة التي لا تستخدم الري وتعتمد فقط على الأمطار المباشرة. منذ أكثر من 5000 عام أصبح الري جانبًا مهمًا من جوانب الزراعة، وقد طورته العديد من الثقافات في جميع أنحاء العالم بشكل مستقل منذ ذلك الحين.[1] يهتم الري بتزويد المساحات الزراعية بالمياه اللازمة للاستخدامات الزراعية بطريقة محسوبة بدقة على أساس المناخ والطبوغرافيا وطبيعة التربة (درجة الحامضية، تدرج الحبيبات،...). وإمداد التربة بالماء يحافظ علي محتوى الرطوبة اللازم لنمو النبات، ويغسل التربة من الأملاح الزائدة، للحفاظ علي تركيز ملوحة مقبول في منطقة جذور النبات. (يمكن زراعة الأراضي المالحة بالأرز، الذي يحتاج لكميات مياه كبيرة فيتم في نفس الوقت غسل التربة من الأملاح).[2] يساعد الري في المناطق الجافة وخلال فترات هطول الأمطار دون المتوسط على نمو المحاصيل الزراعية، وصيانة المناظر الطبيعية، وإعادة الغطاء النباتي للتربة المضطربة. للري أيضًا استخدامات أخرى في إنتاج المحاصيل، بما في ذلك الحماية من الصقيع، قمع نمو الأعشاب الضارة في حقول الحبوب، ومنع تصلب التربة.[3][4] تستخدم أنظمة الري أيضًا لتبريد الماشية وإزالة الغبار والتخلص من مياه الصرف الصحي وفي التعدين. غالبًا ما تتم دراسة الري جنبًا إلى جنب مع تصريف المياه، وهو إزالة المياه السطحية والجوفية من موقع معين.[5] أنواع الري
الطرق الشائعة للري
وهناك طرق أخرى جديدة ولكنها ليست منتشرة بصورة كبيرة في الوطن العربي أقسام ماء الريينقسم الماء المستخدم في عملية الري إلى الأقسام التالية:[9]
فوائد ماء الري
مصادر المياهيمكن أن تأتي مياه الري من المياه الجوفية (الواردة من الينابيع أو المستخرجة من الآبار) أو من المياه السطحية (المسحوبة من الأنهار أو البحيرات أو المستودعات المائية السطحية الأخرى) أو من مصادر الماء غير التقليدية مثل مياه المجاري المعالجة أو المياه منزوعة الملوحة أو مياه التصريف الزراعي أو تجميع الضباب. من أشكال الري المميزة الأخرى نذكر استغلال مياه السيول الموسمية وتحويلها إلى الأراضي الزراعية. في حالة حدوث فيضان، تُنقل المياه إلى وديان جافة في الحالة الطبيعية باستخدام شبكة من السدود والبوابات والأقنية ما يسمح بتوزيع المياه على مساحات كبيرة. يمكن استخدام الرطوبة المخزنة في الأرض من أجل إنماء المحاصيل. يتركز استخدام الري بالسيول على وجه الخصوص في المناطق الجبلية شبه الجافة والجافة. في حين يعتبر جمع مياه السيول طريقة مقبولة للري، لا يعتبر جمع مياه الأمطار شكلًا من أشكال الري. جمع مياه الأمطار هو استغلال للمياه المتجمعة على أسطح المباني والأراضي غير المستصلحة. يذهب 90% من ماء الفضلات في العالم دون إعادة تكرير، ما يسبب انتشار التلوث خصوصًا في البلدان محدودة الدخل. إضافة إلى ذلك تستهلك الزراعة مياه الفضلات غير المكررة بشكل متزايد كمصدر للري. تعتبر المدن سوقًا مربحًا للمنتجات الطازجة، لذلك تعتبر مغرية للفلاحين. لكن وبسبب حاجة الزراعة إلى التنافس على كمية المياه المحدودة مع الصناعات والاستخدامات المحلية، في بعض الأحيان لا يكون هناك خيار أمام الفلاحين سوى استخدام المياه الملوثة بالفضلات المدنية (ومن ضمنها المجاري) مباشرة لري محاصيلهم. يمكن أن تحدث كوارث صحية خطيرة من استخدام المياه الملوثة بالعوامل الممرضة بهذا الشكل، خصوصًا إذا أكل الناس الخضار المروية بالمياه الملوثة دون طهو. عمل المعهد الدولي لإدارة المياه في الهند وباكستان وفيتنام وغانا وإثيوبيا والمكسيك وعدد من البلدان الأخرى على مجموعة من المشاريع الهادفة إلى تقييم مخاطر الري بمياه الفضلات والحد من استخدامها. ينصحون باستخدام مقاربة «متعددة الحواجز» لاستخدام مياه الفضلات، بشكل يشجع المزارعين على استخدام وسائل متعددة هادفة إلى تخفيض المخاطر. تتضمن هذه التدابير إيقاف الري قبل الحصاد بعدة أيام من أجل ترك العوامل الممرضة تموت تحت أشعة الشمس، مع إضافة الماء بحذر حتى لا يصيب أجزاء النبات القابلة للأكل نيئة مثل الأوراق، بالإضافة إلى تنظيف النباتات بمادة معقم أو ترك الطين البرازي المستخدم في الزراعة ليجف قبل استخدامه كسماد طبيعي بشري.[10] طورت منظمة الصحة العالمية توجيهات مخصصة لاستخدام مياه الري بشكل آمن. في البلاد التي تهب فيها الرياح الرطبة خلال الليل، يمكن جمع المياه من خلال تكثيفها على الأسطح الباردة. تمارَس هذه الطريقة في كروم لانزاروت باستخدام الأحجار لتكثيف الماء. يمكن صناعة أدوات لجمع الضباب من طبقات من القصدير أو الكتان. إضافة إلى ذلك تزايد استخدام المياه الراكدة من أجهزة التكييف كمصدر للماء في المدن الكبيرة. بدءًا من نوفمبر عام 2019، ساعدت مبادرة من غلاسكو مزارعًا إسكتلنديًا على زراعة محاصيل قابلة للأكل في مستنقع ملحي مروي بمياه البحر. استُصلح فدان من الأراضي غير المستصلحة في السابق من أجل زراعة بعض النباتات الملحية مثل نبات السويداء؛ تجني هذه النباتات أرباحًا أكثر من البطاطا. تُؤوى هذه الأرض بالغمر مرتين يوميًا من أجل محاكاة تغيرات المياه المتعلقة بالمد والجزر؛ تُضخ المياه من البحر باستخدام طاقة الرياح. من الفوائد الأخرى لهذه الطريقة نذكر معالجة التربة وحبس الكربون.[11][12] المنشآتانظر أيضاًالمراجع
|