مدينة مكسيكو
مدينة مكسيكو (بالإسبانية: Ciudad de México) هي العاصمة الفيدرالية للمكسيك. والمركز الاقتصادي والصناعي والثقافي في البلاد، والمدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان، مع حوالي 8.836.045 نسمة في عام 2008. أكبر مدينة في مكسيكو ومنطقة متروبوليتان في وادي المكسيك. مكسيكو ثاني أكبر منطقة حضرية في الأمريكتين، وثالث أكبر تجمع سكاني في العالم. مدينة مكسيكو هي مدينة عالمية كبرى في أمريكا اللاتينية وتعتبر ثاني أكبر تجمع حضري في العالم بعد طوكيو، اليابان. تقع مدينة مكسيكو في منطقة حوض مكسيكو، الذي يقع ضمن هضبة أناهواك، وهو حوض واسع بين الهضاب العالية في وسط المكسيك، على ارتفاع 2,420 مترا (7,300 قدم). بنيت المدينة على أيدي الآزتيك عام 1325 على جزيرة في بحيرة تِشْكُوكُو، ودمرت بالكامل تقريبا في حصار 1521، وبعد ذلك تم إعادة تصميمها وبناؤها وفقا لمعايير المدن الإسبانية. وفي عام 1524 تأسست بلدية مدينة مكسيكو، والمعروفة باسم المكسيك تينوستيتلان. التسميةمعنى التسمية بالناهواتلية الجبل المربع. أطلق السكان الأصليون بلغة الناهواتل تسمية Mēxihco على قلب إمبراطورية الأزتيك أي حوض المكسيك وسموا شعبها Mexica والأراضي المحيطة بها والتي أصبحت لاحقاً ولاية المكسيك والتي كانت جزءًا من إسبانيا الجديدة قبل الاستقلال. نقل اسم المدينة الدولة إلى الإسبانية بصيغة México حيث لفظ الحرف <x> وفقًا لإسبانية القرون الوسطى حيث ينطق الحرف ب/ʃ/ وهو فونيم (حرف منطوق) لثوي احتكاكي لا صوت له. هذا الصوت وصوت [ʒ] اللثوي الاحتكاكي الصوتي الممثلان بـ <j>، تطور ليصبح [x] فونيم حلقي احتكاكي لا صوتي خلال القرن السادس عشر. التاريخالمدينة التي تعرف الآن باسم مدينة مكسيكو أسسها ميكسيكا (بالأسبانية: Mexica) كما تسمى ازتيكس (Aztecs) في عام 1325، المدينة القديمة في المكسيك يشار الآن إليها بتينوختيتلان. أقدم دليل على احتلال البشرية على أراضي المقاطعة الاتحادية يأتي من بعض الآثار التي تعود لفترة (9500-7000 قبل الميلاد). وكانت شعوب المكسيك واحدة من اخر الشعوب الناطقة بناهواتل الذين هاجروا إلى هذا الجزء من وادي المكسيك بعد سقوط إمبراطورية التولتيك. بين عامي 1325 و1521، نمت تينوختيتلان من حيث الحجم والقوة، وسيطرت في النهاية على الدول المدينة الأخرى حول بحيرة تشكوكو وفي وادي المكسيك. عندما وصل الإسبان، كانت إمبراطورية الآزتيك قد وصلت إلى جزء كبير من وسط أمريكا، ولامست خليج المكسيك والمحيط الهادئ. الغزو الإسبانيوصل الأسبان إلى الأراضي التي هي الآن منطقة العاصمة الاتحادية في يوليو 1519. استقبلهم موكتيزوما الثاني يوم 8 نوفمبر 1519. في 1520، بيدرو دي ألفارادو هاجم المكسيكيين حين كانو يحتفلون بإلههم (Huitzilopochtli) وأوقع مذبحة توسكاتل الشهيرة، وكانت نقطة بداية القتال ضد الغزاة الأوروبيين. كان موتيزوما الثاني بين القتلى في المذبحة، وانتخب كويتلاهواك (Cuitláhuac) خلفاً له، تزعم المقاومة ضد الاحتلال الأسباني، وهزم الإسبان وحلفائهم في 30 يونيو 1520. في ذلك الوقت كانت هناك أيضا كارثة وباء الجدري، أودت بحياة آلاف الأشخاص، بما في ذلك الزعيم الجديد كويتلاهواك. انتخب كواتيموك وواجه حصاراً من الإسبان وحلفائها المكسيكيين من وادي بويبلا - تلاكسكالا. استسلم كواتيموك، بعد العديد من الهزائم، في 13 أغسطس 1521. إعادة بناء مدينة مكسيكوعندما دمر الأسبان المدينة قرر أن يعيدو بنائها بهدف محو كل آثار النظام القديم فقاموا ببناء الكنائس الكاثوليكية بدل المعابد القديمة للأزتيك ونسبو القصور التي بناها الأزتيك لأنفسهم وكورتيس أبقى المناطق التي احتلها تحت حكمه الشخصي ولكنها ظلّت على ولائها للتاج الإسباني. تمت إعادة تسمية تينوختيتلان Tenochtitlan إلى مكسيكو Mixico وكان الاسم الجديد سهلا عليهم. المناخ
الاقتصادالسياحةتُعد مدينة مكسيكو سيتي وجهة سياحية يقصدها العديد من السياح الأجانب. من الجدير بالذكر أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» قد أعلنت «المركز التاريخي لمدينة مكسيكو سيتي» (سنترو هيستوريكو) وكذلك «الحدائق العائمة» في مدينة سوتشيميلكو في المنطقة الجنوبية ضمن مواقع التراث العالمي. تُعد ساحة الدستور، بلازا دي لا كونستيتسيون، من بين المعالم الموجودة في المركز التاريخي لمدينة مكسيكو (التي تشتهر باسم ساحة زوكالو)، والساحة المركزية الرئيسية التي تضم بين جنباتها معالم لعصور متباينة حيث يوجد بها كاتدرائية متروبوليتان التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية الإسبانية، وكذلك القصر الوطني، وأطلال معبد الأزتك القديم «تيمبلو مايور» (المعبد الرئيسي) وأيضًا المباني الحديثة، كلها على بعد خطوات قليلة من بعضها البعض. (جرى اكتشاف تيمبلو مايور عام 1978 بينما كان العمال يحفرون لوضع الكابلات الكهربائية تحت الأرض). يُعد الرمز الأكثر شهرة في مكسيكو سيتي هو «ملاك الاستقلال» الذهبي (وهو نصب تذكاري بُني عام 1910 للاحتفال بالذكرى المئوية لبداية حرب الاستقلال المكسيكية) المقام على الطريق الواسع والأنيق «باسيو دي لا ريفورما»، والذي أمر بتصميمه الإمبراطور ماكسيميليان، إمبراطور المكسيك، على غرار شارع الشانزليزيه في باريس. صُمم هذا الطريق على أقدم طريق رئيسي معروف في الأمريكتين في القرن التاسع عشر لربط القصر الوطني (مقر الحكومة) بقلعة تشابولتيبيك (المقر الإمبراطوري). يُعد هذا الشارع في الوقت الحالي منطقة إقتصادية ومالية هامة حيث تقع فيه البورصة المكسيكية والعديد من مقار الشركات. يُوجد طريق مهم آخر هو «أفينيدا دي لوس إنسورجينتيس» (أي طريق المتمردين، سُمي كذلك نسبة إلى جيش المتمردين الذي قاتل من أجل استقلال المكسيك عن إسبانيا خلال حرب الاستقلال المكسيكية)، ويمتد هذا الطريق لمسافة 28.8 كم (17.9 ميل) ويُعد أحد أطول الطرق الفردية في العالم. من المعالم السياحية المتميزة في مكسيكو سيتي غابة تشابولتيبيك «بوسكي دي تشابولتيبيك»، التي تُعد واحدة من أكبر حدائق المكسيك. تضم الحديقة قلعة تشابولتيبيك التى أصبحت الآن متحفًا يقع أعلى تل يطل على الحديقة ومتاحفها العديدة الأخرى بالاضافة إلى غيرها من المعالم التاريخية وحديقة الحيوان الوطنية والمتحف الوطني للأنثروبولوجيا (الذي يوجد به حجر تقويم الأزتك). تتواجد تحفة فنية معمارية أخرى هي بالاسيو دي بياس أرتيس (قصر الفنون الجميلة)، وهو مسرح ومتحف من الرخام الأبيض وصل به ثقل وزنه إلى درجة أنه كان يغرق تدريجيًا في التربة الناعمة أسفله. بدأ تشييده خلال رئاسة بورفيريو دياز وانتهى عام 1934، وذلك بعد أن توقف العمل فيه بسبب الثورة المكسيكية في عشرينيات القرن الماضي. تُعد ساحة بلازا دي لاس تريس كولتوراس (ساحة الثقافات الثلاث)، وهي ساحة رئيسية يوجد فيها كلية سانتا كروز دي تلاتيلولكو، أول وأقدم كلية أوروبية للتعليم العالي في الأمريكتين، ويوجد بها أيضًا الموقع الأثري لبقايا مدينة تلاتيلولكو وكذاك ضريح وكنيسة السيدة غوادالوبي. تطوف حافلة ذات طابقين، تُعرف باسم «توريبوس»، حول معظم هذه المواقع، وبها تسجيل صوتي يصف المواقع عند مروره بها بلغات متعددة.[13] أضف إلى ذلك أنه وفقًا للأمانة العامة للسياحة، يوجد بالمدينة حوالي 170 متحفًا، حيث تُعد مكسيكو سيتي من بين المدن العشر الأولى في العالم التي تضم أكبر عدد من المتاحف، وأكثر من 100 معرض فني، وحوالي 30 قاعة للحفلات الموسيقية، وتعمل جميعها على استمرار النشاط الثقافي طوال العام. تحتوي العديد من المناطق (كالقصر الوطني والمعهد الوطني لأمراض القلب) على جداريات رسمها الفنان المكسيكي البارز دييغو ريفيرا. عاش هو وزوجته الرسامة الشهيرة فريدا كاهلو في بلدية كويواكان، حيث العديد من منازلهم واستوديوهاتهم ومجموعاتهم الفنية المفتوحة للجمهور. يقع أيضًا في بلدية كويواكان المنزل الذي مُنح فيه الماركسي البارز ليون تروتسكي حق اللجوء السياسي في البداية قبل أن يُقتل في نهاية المطاف عام 1940. إلى جانب ذلك، توجد بالمدينة العديد من المزارع «هاسيندا» (التي هى في الأصل عبارة عن نظام إقطاعي لتملك العقارات الزراعية الكبيرة داخل المستعمرات الإسبانية) التي أصبحت الآن مطاعم شهيرة، كمطعم سان أنجيل إن»، ومطعم هاسيندا دي تلالبان، ومطعم هاسيندا دي كورتيس، ومطعم هاسيندا دي لوس موراليس. الديموغرافياغالبية سكان المدينة (82%) يتبعون الكنيسة الرومانية الكاثوليكية،[14] وتُعد المدينة أكبر تجمع حضري مسيحي وكاثوليكي في العالم.[15] توأمة المدينة
معرض الصور
مراجع
وصلات خارجية
|