مقتنيات الحجرة النبوية الشريفةاحتوت وثائق الأرشيف العثماني ملفاً حول الأمانات المنقولة من الحجرة النبوية إلى استانبول وهو الملف محفوظ تحت تصنيف (DUIT 2-3/52) (الملف التصنيفي للإرادات) ويتضمن تسع خطابات صادرة من جهات رسمية عليا في الدولة العثمانية هي:
كما يتضمن الملف قائمةً من ست صفحات فيها وصف دقيق لثمانين قطعة من المقتنيات النفيسة تشمل: مصاحف أثرية، مجوهرات، شمعدانات وعلاقات وسيوف من معادن ثمينة أو مطعمة بها، نقلت جميعها من الحجرة النبوية في المدينة المنورة إلى الخزانة السلطانية في قصر توب قابي في إسطنبول عام 1335هـ / 1917م؛ أي في ذروة أحداث الحرب العالمية الأولى. وفي قائمة الأمانات المباركة المرسلة من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة إلى إستانبول للترميم: 2/11 لوحة شريفة مرصعة بالألماس بها كلمة التوحيد، وطرفاها أيضاً مرصعان، وفي وسطها نقض وردي مرصع أيضاً. وهي من وقف عادلة سلطان، ابنة السلطان محمود الثاني، وزوجة الصدر الأعظم الأسبق وأمير البحرية محمد عاطف باشا. مقدمةيرجع تاريخ الاحتفاظ بمقتنيات الحجرة النبوية الشريفة إلى زمن الصحابة والشاهد في ذلك ما ورد عن السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها عن جبة الرسول التي كانت عندها (وأخذتها عن السيدة عائشة رضي الله عنها)، روى مسلم (2069) «هَذِهِ جُبَّةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْرَجَتْ جُبَّةَ طَيَالِسَةٍ كِسْرَوَانِيَّةٍ لَهَا لِبْنَةُ دِيبَاجٍ، وَفَرْجَيْهَا مَكْفُوفَيْنِ بِالدِّيبَاجِ، فَقَالَتْ: هَذِهِ كَانَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ حَتَّى قُبِضَتْ، فَلَمَّا قُبِضَتْ قَبَضْتُهَا، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْبَسُهَا، فَنَحْنُ نَغْسِلُهَا لِلْمَرْضَى يُسْتَشْفَى بِهَا»[1] وليس في هذا الحديث أن النبي ﷺ كان يشفي المرضى؛ فإن ذلك كان بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، ولكن فيه أن الله تعالى جعل في آثاره ﷺ كثوبه وطعامه وشرابه وشعر وماء وضوئه وبصاقه: الشفاء والبركة، وهذا القدر حق ثابت، لا ريب فيه، وهذا مما خصه الله به دون غيره، ولا غرابة في ذلك، فكما أن الله جعل الشفاء في الدواء يتناوله المريض فيشفى بإذن الله، فكذلك جعل آثار رسول الله ﷺ المذكورة: أسبابا للشفاء، بإذن الله؛ فكأنها تفعل ما يفعل الدواء الحسي، وتقوم مقامه؛ فهي سبب حسي، ظاهر، جعله الله سببا لذلك، كرامة لرسوله صلى الله عليه وسلم.[1] وهذه منزلة لم يحظى بها أيّ من البشر وخصّها الله سبحانه وتعالى للرسول عليه الصلاة والسلام.و قد ورد في الأثر الصحيح تمسك الصحابة الكرام أو تابعيهم ومن بعدهم بمقتنيات الرسول وحرصهم الشديد على رؤيتها ودفع الغالي والثمين للحصول عليها إن لم تكن من ملكهم أصلاً. أمثلة (عن الصحابة)الأمر لم يكن بالبساطة والسهولة التي يتصورها البعض فهذا سيدنا عبد الله بن عمر بكا كل ما ذكر رسول الله عنده وثبت عنه تتبع جميع آثار النبي أثرا أثراً. أما تبرك الصحابة الكرام بآثاره الكريمة فكانت لا تعدّ ولا تُحصى. وقد رُوي عن أنس بن مالك قال:«رأيت رسول الله والحلاق يحلق شعر رأسه وقد أطاف به أصحابه فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل». هذه الآثار عن الرسول الكريم قد تبرك بها الصحابة في حياتهم وبعد انتقاله كما تبرك بها التابعون وتابعوهم وشملت كل ما مسّه من طعام أو أدوات كماء وضوئه وسؤر شرابه بقايا طعامه وملابسه، فكان الصحابة يتداوون بماء وضوئه بل من لم يصب بللاً من ماء وضوئه كان يأخذ من بلل يد صاحبه كما ذكر ذلك الإمام البخاري في كتاب الصلاة. الحجرة النبوية الشريفةومن جملة ما اعتنى به المسلمون هو كسوة الحجرة الشريفة التي تضم قبر الرسول وصاحبيه وكان أول من كسا الحجرة هي زبيدة بنت جعفر زوجة الخليفة العباسي محمد المهدي، ووالدة هارون الرشيد والهادي حيث كسته من الزنانير وشبائك الحرير ثم توالى بعد ذلك على شرف كسوتها الحكام حتى صارت ترسل الكسوة من مصر كل ست سنوات من الديباج الأسود مرقوما بالحرير الأبيض ولها طراز منسوج بالفضة والذهب دائر عليها ثم بعد ذلك تولى ملوك آل عثمان هذا الأمر فكانوا يرسلون الكسوة من الديباج الأخضر وكلها مطرزة مكتوبة وعليها زنار من الأطلس الأحمر مكتوب بالقصب المموه وكان آخرها التي أمر بصناعتها السلطان عبد المجيد خان سنة 1259 هـ ووصلت مع محمل الحاج الشامي بعد وفاة السلطان عبد المجيد كما وصل معها قطع من الأطلس الأحمر مكتوب فيها بالقصب اسم النبي واسم صاحبيه فعلقت على الكسوة أمام القبور الشريفة. منذ بداية العهد النبوي وحتى زماننا لم تنقطع إهداءات المسلمين من خلفاء وسلاطين وملوك وعامة المسلمين الموسرين منهم والمحبين لم تنقطع الإهداءات التي تنوعت واختلفت وشملت الكنوز والهدايا وقناديل وشمعدانات الذهب والفضة ومجامر وصناديق مذهبة وتعاليق وذلك كله محلى بأنفس وأثمن المجوهرات من ياقوت وزمرد والماس وأحجار كريمة قل أن يوجد لها مثيل في عصرنا الحالي وبالرغم من أن كثرة هذه الاهداءات قد امتلأت بها مخازن المسجد النبوي والحجرة الشريفة إلا انه كان هناك في الجانب الآخر من استغل هذه الهدايا إما بإجازة بيعها والانتفاع بريعها في عمارة وصيانة المسجد والحجرة أو أخذها فقط لوجهة نظر شرعية أو سياسية هو يعتقدها كما تعرضت الحجرة النبوية الشريفة والمسجد النبوي ومخازنها للسطو والنهب والسلب عدة مرات على يد بعض الأمراء وضعاف النفوس وكان آخر هذه الحملات التي حصلت لنقل كنوز المسجد النبوي والحجرة النبوية الشريفة ما سطره لنا التاريخ من قيام فخري باشا وهو آخر حكام آل عثمان العسكريين على المدينة المنورة قبل زوال سلطانهم عليها إبان الحرب العالمية الأولى حيث عمد إلى إدخال قطار الحجاز إلى اقرب موقع ممكن من المسجد النبوي الشريف حيث نقل هذه الكنوز إلى تركيا ومن جملة ما حمل معه الكوكب الدري وسميت رحلة القطار هذه بقطار (الأمانات المقدسة) وجرت سنة 1335 هجري الموافق 1917 ميلادي وفي ما يلي صورة لقطار الأمانات المقدسة التقطها فخري باشا بنفسه وما بقي من هذه الكنوز تم حفظه ورعايته في صناديق خاصة وبطريقة جيدة في المسجد النبوي الشريف ضمن مكتبته الداخلية والجزء الآخر ضمن مكتبة الملك عبد العزيز العامة ريثما يتم عرضها في متحف المسجد النبوي الشريف المزمع إقامته لهذا الغرض.[2] روائع الذخائر النبوية الشريفة وإهداءات المقصورةالبردةتم تخصيص غرفة خاصة جداً لحفظ وعرض البردة (جبة) رسول الله في جناح الأمانات المقدسة في متحف قصر توب كابي في إسطنبول صنعت لها العديد من الصناديق والحوافظ التي كانت توضع بداخلها وكل منها مسجل عليه تاريخ صنعها ومهديها للمتحف محاطة بالمقتنيات النبوية الشريفة التي حصل عليها السلاطين العثمانيين وما تم نقله في قطار الأمانات المقدسة من المدينة المنورة لتركيا. عمائمهفي كتب السيرة العطرة لسيدنا رسول الله نجد ثلاثة ألوان تغلب على عمائمه التي جاء ذكرها وهي العمامة البيضاء وهذه أكثرها ذكراً والعمامة السوداء والعمامة الصفراء. صندوق السيدة فاطمة الزهراءمن ضمن كنوز الحجرة النبوية التي نقلت من المدينة المنورة لتركيا صندوق السيدة فاطمة الزهراء الذي كان يستخدم منها شخصياً وفي هذا الصندوق العديد من المتعلقات الشخصية للسيدة فاطمة منها قميص وجبة وبعض أجزاءمن أدواتها وملابسها المختلفة التي تنسب لها وجميعها معروضة حاليا في جناح الأمانات المقدسة في متحف قصر توب كابي في إسطنبول
راية رسول اللهاستخدم الخلفاء الراشدون ومن بعدهم بعض خلفاء بني أمية والعباسيون واستقر الأمر في بدايات الخلافة العثمانية استخدموا راية رسول الله التي سلمها لسيدنا علي بن أبي طالب في فتح خيبر في السنة السابعة من الهجرة وقد كانت راية حمراء تم تثبيتها في الخلافة العثمانية على قطعة من الصوف الأخضر وأداروا حلولها أسماء العشرة المبشرين بالجنة وهي محفوظة الآن في المتحف الإسلامي في إسطنبول
الكسوة والستائرالكسوة والستائر على جدران الحجرة النبوية من الداخل:
اولاً: قدح سهل بن سعد
ثانياً: مكحلة الرسولضمن مجموعة الذخائر النبوية الشريفة الموجودة في مسجد سيدنا الحسين في القاهرة تم الاحتفاظ بمكحلة الرسول في صندوق خاص محلى بالزخارف الإسلامية القديمة.
(خمس لم يكن رسول الله يدعهن في سفر ولا حضر المرآة والمكحلة والمشط والمدرا والسواك) بعد تحليل المكحلة تبين إن الجزء المقعر منها والذي يشبه الملعقة مصنوع من النحاس الأصفر أما باقي اليد فمكسوة بالفضة ومن المرجح أن يكون غلاف الفضة أضيف فيما بعد أما المرود أو الميل فمصنوع من الحديد وقد غلف جزء من نهايته بغلاف من الفضة كذلك وترجح الدكتورة سعاد ماهر أن المكحلة والمرود صنعا من مادة الحديد أو النحاس الأحمر وان نسبتهما إلى رسول الله صحيحة ثالثاً: خاتم رسول اللهفي علبة من الذهب مبطنة بالمخمل محفوظ بعناية فائقة في المتحف الإسلامي باسطنبول تم حفظ فص خاتم النبي الذي كان يستخدم لختم رسائله بعد قفلها وهذا خلافاً لخاتم النبي الذي كان يختتم ويختم به رسائله وشاهدناه في الرسائل النبوية الشريفة فهو الذي سقط من يد سيدنا عثمان بن عفان في البئر ولم يتمكنوا من العثور عليه أبدا. رابعاً: نعل الرسوللبس النبي النعل الذي يسمونه التاسومة وهو نعل له سيور بين الأصابع
خامساً: رباعية رسول اللهفي جناح الأمانات المقدسة في المتحف الإسلامي في إسطنبول صندوق من ذهب محلى بأنفس الجواهر والأحجار الكريمة يحتوي حافظة داخلية من الذهب محلاة بالفضة تضم جزء من رباعية الرسول والتي كسرت فداه أبي وأمي يوم معركة أحد حيث سقط النبي في حفرة من الحفر التي حفرها الكفار للمسلمين فخدشت ركبتاه الشريفتان وان عدو الله عتبة بن أبي وقاص رمى رسول الله بحجر فكسر رباعيته اليمنى السفلى وشق شفته السفلى فدعا عليه النبي (اللهم لا يحول عليه الحول حتى يموت كافراً) واستجاب الله لدعاء حبيبه
سادساً: المقصورة النحاسية
مقتنيات الحجرة النبوية الشريفةتم حصر مقتنيات الحجرة النبوية الشريفة وذلك بموجب تقرير عثماني في عام 1326هـ نص التقريرالمقدمة الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ومن سار على نهجه واتبع هداه. أما بعد؛ فإن دراسة تاريخ المدينة المنورة، والحرم النبوي الشريف، وآثارهما العمرانية والثقافية، تعيد الذاكرة إلى عصر الإسلام الأول، عندما كانت الوفود تتقاطر إلى يثرب، للتشرف بالسلام على النبي ـ ﷺ ـ، والدخول في هذا الدين، الذي أخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.. ويجد الباحث متعة روحية في قراءة كل ما يمت إلى طيبة الطيبة، سواء من آثارها التاريخية، أو فضائلها التي ورّثت القاطنين فيها دماثة خلق، وحسن عشرة. كما شهد الباحث نفسه، لا في زياراته إليها والتقائه بأهلها فحسب؛ بل بشهادة زائريها الذين التقاهم الباحث أيضاً، أو قرأ عن رحلاتهم إلى المدينة المنورة.[3] وبناءً على تلك الصفات التي تمتاز بها المدينة المنورة على غيرها من الحواضر الإسلامية، فقد اختار أعداد من المسلمين من أقطار العالم الإسلامي الإقامة بجانب الحبيب المصطفى والرسول المجتبى أولاً، ثم الاستفادة من المزايا المعنوية والمادية التي كانت خاصة بأهالي الحرمين الشريفين ثانياً. ولا سيما في عهد الدولة العثمانية. حيث أعفت الدولة المقيمين فيها من الضرائب المفروضة على غيرها من الولايات العثمانية، كما أعفت الشباب المقيمين فيها من الخدمة العسكرية الإلزامية.[4] ولقد ظهر ذلك الاهتمام بالمدينة المنورة في العهد العثماني بإنشاء العديد من الأوقاف التي شملت المدارس والمكتبات، التي احتوت على نفائس المخطوطات، وعلى رأسها مصحف سيدنا عثمان [5] ـ ـ، بالإضافة إلى الكثير من الأوقاف التي خصص ريعها للحرمين الشريفين، لا في البلاد العربية فحسب؛ بل حتى في الأناضول والبلقان. وما زال هذا الاهتمام بالحرمين الشريفين قائماً حتى يومنا هــذا، ولا سيما في التوسعة التي شهدها الحرمان الشريفان في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، الذي أنشأ أيضاً أكبر صرح علمي لخدمة كتاب الله العزيز، القرآن الكريم، وهو مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة. وهذا البحث الذي نقدمه للمهتمين بتاريخ المدينة المنورة والحرم النبوي الشريف، يعد إسهاماً بسيطاً في الحديث عن آثار المدينة المنورة ومقتنيات الروضة المطهرة. وهو تقرير من مشيخة الحرم النبوي إلى نظارة الأوقاف العثمانية، التي رفعته بدورها إلى الصدر الأعظم لإطلاع السلطان على مضمونه. ويحوي المقتنيات التي أهداها المسلمون إلى الحرم النبوي الشريف بشكل عام والحجرة النبوية الشريفة على وجه الخصوص، في مختلف العهود. وكانت تلك المقتنيات موجودة في حين إعداد التقرير وهو العاشر من شهر رمضان المبارك عام 1326هـ. وقد ورد أسماء كافة المسؤولين عن الحرم النبوي الشريف ومناصبهم في ديباجة التقرير، بما فيهم محافظ المدينة المنورة، وذكر أنهم حضروا عملية الإحصاء. ويبدو أن الختم الأكبر، من الختمين الصغيرين الموجودين في نهاية التقرير، كان ختم نظارة الأوقاف، التي صادقت على التقرير بتاريخ 27 ذي الحجة 1326هـ. والتقرير موجود في الأرشيف العثماني المعروف بأرشيف رئاسة الوزراء في إستانبول، تحت تصنيف يلدزMTV.526/73. بعض الملحوظات المنهجية على التقرير هذا التقرير أحد التقارير المهمة؛ لا من حيث احتواؤه على المقتنيات الموجودة بالحجرة النبيوية الشريفة، فهذا أمر مفروغ منه. وإنما لكونه قد اشتمل أيضاً على العديد من النقاط التي يجدر ذكرها، ولا سيما للمتخصصين في الضبط والتحليل من أساتذة علم المكتبات والآثار والتاريخ بشكل عام. منها:
محتوى التقريريتكون التقرير من 29صفحة من القطع الكبير، تتضمن المقتنيات الموجودة في الحجرة النبوية الشريفة والحرم النبوي الشريف، وعددها 391 قطعة، شملت الأحجار الكريمة من الألماس والزمرد والياقوت..الخ، والأدوات الذهبية والفضية، والشمعدانات والقناديل والمزهريات، وغيرها من المقتنيات التي استفيد من معظمها في إنارة الحجرة النبوية الشريفة والروضة المطهرة. وكانت تلك المقتنيات من إهداء المسلمين من مختلف البلاد الإسلامية إلى الروضة النبوية الشريفة والحرم النبوي الشريف. وكان نصيب الحكام، وخاصة السلاطين العثمانيون وحكام مصر والهند من المسلمين، كبيراً. ولا سيما تلك الأمانات باهظة الثمن، من أحجار الألماس والذهبيات. أكثر المهدينأكثر المهدين كان السلطان محمود الثاني (1199/1255هـ). يليه ابنه السلطان عبد المجيد الأول (1237/1277هـ). أغلى الإهداءاتأغلى الإهداءات فكان من السلطان مصطفى خان بن أحمد الثالث (1129/1187هـ)، وتمثلت هديته في علاقة من الزمرد الكبير سداسية الشكل، مزينة بطرفيها بالألماس والعقد الذهبية، وفي وسطها قبة مزينة بالألماس، أما العلاّقة الموجودة بالأسفل فهي أيضاً مرصعة باللؤلؤ، وقدرت قيمتها بخمسة ملايين ليرة عثمانية، بعملة ذلك العهد. تليها في القيمة علاقة ذهبية مرصعة بست قطع من الزمرد سداسي الشكل، إحداها عادية، واثنتان منها مثلثة، وثلاث منها مغطاة بالزمرد المصبوب المرصّع، محاطة بسلسلة من اللؤلؤ، وفي الأسفل سلسلة من الألماس. وقدرت قيمتها بمليون وثلاثمائة ألف ليرة عثمانية. وكان اسم الواقف غير معلوم. والجدير بالذكر أن الليرة العثمانية في ذلك العهد كانت مرتفعة القيمة. ويكفي أن نعلم أن راتب العامل الذي كان يشتغل في تلك الفترة بأعمال تمديد خط حديد الحجاز كان مائة قرش شهرياً.[6] وفيما يلي أسماء أصحاب الإهداءات الأكثر:
وقد تبين من القائمة السابقة أن أسرة السلطان محمود الثاني، بما فيها السلطان نفسه، كانوا أكثر المهدين للروضة النبوية الشريفة والحرم النبوي الشريف. على الرغم مما يعرف عن هذا السلطان أنه كان من أوائل من نفذ برنامج التغريب في الدولة العثمانية ومؤسساتها الثقافية والاجتماعية، وأنظمتها الإدارية والسياسية.[10] وفيما يلي أسماء أفراد أسرة السلطان محمود الثاني الذين قدموا الأشياء الثمينة للروضة النبوية الشريفة:
ويتبين من القائمة السابقة أن مجموع القطع التي أهديت للروضة النبوية الشريفة والحرم النبوي الشريف من لدن أسرة السلطان محمود الثاني وحدها كانت ثلاثاً وستين قطعة. مما يدل على تعلق هذه الأسرة بالحرم النبوي الشريف، ورغبتها الشديدة في وقف الأشياء الثمينة له. وهو مثال بسيط من أوقافها إلى الحرم النبوي الشريف. أما غيرها من الأوقاف العينية غير المنقولة والنقدية التي كانت ترسل مع الصرة الهمايونية إلى الحجاز فهي كثيرة، يزخر بها الأرشيف العثماني. ويلاحظ في هذا الجدول أن النساء من أسرة السلطان محمود الثاني، كان نصيبهن أكثر في الإهداء من الرجال. ترجمة الوثيقةوفيما يلي ترجمة لمضمون الوثيقة، : علماً أن ما وضع بين المعقوفتين [ ] للبيان والتوضيح من وضع الباحث. نظارة الأوقاف الهمايوني. مكتب التحرير [الرقم] 738 إلى مقام الصدارة العظمى سيدي صاحب الدولة؛ بناءً على الأمر السلطاني القاضي بتقديم قائمة بمحتوى الأغراض الموجودة بالروضة النبوية المطهرة من لدن خزينة الأوقاف، وبموجب المذكرة الصادرة من صدارتكم في 9 كانون الأول 324[28/11/1326هـ]؛ تجدون بطيه صورة مصدقة من إدارة المصروفات من تلك القائمة. والأمر والفرمان لحضرة من له اللطف والإحسان.. 11محرم 1327هـ..21 كانون الثاني 1324 ناظر الأوقاف الهمايوني (التوقيع) الباب العالي - دائرة الصدارة ديوان آمدي الهمايوني [الرقم] 21 لقد تم بطيِّ مذكرةِ نظارة الأوقاف الهمايوني تقديمُ القائمة الخاصة بالروضة النبوية المطهرة إلى مقام جناب السلطان، والتي تم إعدادها بموجب الأوامر الصادرة من جنابه.. 14محرم 327 [1هـ] 2400 كانون الثاني 1324 الصدر الأعظم كامل محتويات خزانة المصاحف الشريفةبسم الله الرحمن الرحيم، قائمة بمحتويات خزانة المصاحف الشريفة وأجزائها والأمانات المقدسة المباركة المحفوظة في الروضة النبوية المطهرة، أدام الله عزها إلى يوم القيامة. وهي من إعداد المميز الأول في إدارة المصروفات بخزينة الأوقاف الهمايوني، محمد حلمي ـ الذي توجه إلى المدينة المنورة بأمر سلطاني ـ، وكاتب [ولاية] الحجاز بالإدارة المذكورة السيد معمر، وموظف الخزينة الجليلة بـ [نظارة] المالية السيد محمد علي بك، وذلك بدلالة مدير الحرم الشريف الحافظ نظام الدين بك، ويحضور من يلزم حضورهم [من المسؤولين]، بعد الكشف على تلك الأمانات وتحديد قيمتها على سبيل التقدير:
47([9])أجزاء المصحف الشريف بخط النسخ الراقي، كتبها علي البغدادي، مزركشة ومذهبة، وفيها الجداول والوقفات وفواصل بدايات السور، وبحاشية أطرافها تفسير القاضي البيضاوي، وفيها إشارات بالقراءات السبعة. (30جزءاً، 7أسطر). وهي من وقف أمير الحج الكتخذا عبد الرحمن قارغلي. 48 أجزاء المصحف الشريف، بخط النسخ كتبها علي رختوان، وهي مزوقة ومذهبة بطراز نفيس، وفيها فواصل أوائل السور، وأماكن الوقف، وبحاشية أطرافها القراءات السبعة. (30 جزء 9 أسطر) وهذه الأجزاء أيضاً من وقف الكتخذا عبد الرحمن. 51 أجزاء المصحف الشريف بخط النسخ الراقي، كتبها علي رختوان، مزركشة ومذهبة بطراز نفيس، وفيها جداول وفواصل السور وأماكن الوقوف. (30 جزءاً 9 أسطر) من وقف الأمير آلاي كتخذا [هكذا]. 122 أجزاء المصحف الشريف، مكتوب على غلافها سورة الأحقاف، كتبها مصطفى خواجه، وهي مزوقة ومذهبة وبها جداول. (10أجزاء 11 سطر) من وقف الحاج عبد الله آغا. قائمة الأحجار الكريمة والمجوهراتقائمة مبينة بأحجار الألماس الكبيرة المعروفة بالكوكب الدري، و (المجوهرات الأخرى) الموجودة في الحجرة المعطرة في جهة المواجهة الجليلة:
خلاصة التقريرلقد تم الكشف عن المواد المحفوظة بالحجرة النبوية الشريفة، من مصاحف وأجزائها الشريفة والأمانات المباركة، واحدة بواحدة، وأجريت المقارنة بينها وبين ما ورد في الدفتر القديم [القائمة السابقة]، فوضعت القيمة المقدرة أمام تلك الأمانات [المقتنيات]، وتمت إعادتها كلها في المواجهة إلى مقرها الشريف من طرفنا، مقرين بمسؤوليتنا عن تسلمها وتسليمها بالكامل. وبناء على ذلك تم [ختم و] تمهير هذه المجلة [القائمة].[11]
لقد اختتم الكشف على الأمانات الشريفة المذكورة أعلاه، بموجب أصل [القائمة] القديمة. وإننا نقر بحسن الحفاظ عليها، ومسؤوليتنا عنها. 10 رمضان 326[1هـ]. 23 أيلول 324[1]
بلال عنبر لقد تم الكشف عن المصاحف الشريفة وأجزائها المباركة والأمانات المباركة الواردة في هذا الدفتر، واحدة واحدة، وأجريت المقارنة بينها وبين ما ورد في الدفتر القديم، وتم تسلميها كلها إلى راسم آغا، أمين خزنة الحرم النبوي الشريف، وبما أنها منذ القديم تحت حفظ الآغاوات وصونهم، فقد تم تفهيمهم بمسؤوليتهم تجاه تلك الأمانات، وضرورة حفظها وصونها كما في السابق على أحسن صورة، وبناء على ذلك أعد هذا المحضر. 10 رمضان 326[1هـ].. 23 أيلول 324[1] كاتب الآغاوات مقيد واردات الحرم النبوي الشريف السيد إبراهيم أحمد فائق الكاتب الأول لحسابات الحرم النبوي الشريف متولي حسابات الحرم النبوي محمد مقصود مسعود محمد عارف بن أحمد نظيف موظف الحسابات بالحرم النبوي الشريف موظف الحسابات بالخزنة النبوية الشريفة معمر [؟] بن شكري محمد علي بن مصطفى موظف الحسابات بالخزنة النبوية الشريفة مدير الحرم النبوي الشريف حلمي نظام الدين بن عارف شيخ الحرم النبوي الشريف ومحافظ المدينة المنورة الأمير لواء نفيد أن هذه الصورة من الدفتر المنظم بموجب الأصول السابقة للهدايا الكريمة في الروضة النبوية المطهرة لسيد الكائنات، والأمانات المباركة فيها، والذي تم تنظيمه وإرساله من محله [المدينة المنورة] موافق ومطابق للأصل المحفوظ. 27 ذي الحجة 326[1هـ].. كانون الثاني 324[1] ختمان صغيران [ويبدو أنهما ختما نظارة الأوقاف بإستانبول] ([9]) اتبعنا هنا الترقيم المتسلسل حسب الوثيقة العثمانية، دون تدخل.. ([10]) ذخائر الحجرة النبوية الشريفة انظر أيضامصادر
المراجع
|