تحرش جنسي بالأطفال
![]() ![]() حُبّ الأطفال[1] أو التحرش الجنسي بالأطفال أو الاعتداء الجنسي على الطفل (بالإنجليزية: Pedophilia) هو استخدام الطفل لإشباع الرغبات الجنسية لبالغ أو مراهق، أو يكون بين قاصرين فارق العمر بينهما فوق الخمس سنوات، والسن الفاصل المعتبر لدى غالبية دول العالم هو 18 سنة، فكل شخص تحت سن الثامنة عشر يعد قاصر، ومافوق هذا يعد بالغ. ويشمل التحرش تعريض الطفل لأي نشاط أو سلوك جنسي.[2] ويتضمن غالباً التحرش الجنسي بالطفل من قبيل ملامسته أو حمله على ملامسة المُتحرش جنسيا. المصطلحالتحرش الجنسي بالأطفال من أخطر الجرائم التي تفشت في المجتمع في الآونة الاخيرة. وهو نوع من أنواع الاستغلال الجنسي: وهو اتصال جنسي بين طفل وشخص بالغ من أجل إرضاء رغبات جنسية عن الأخير مستخدمًا القوة والسيطرة عليه.[3][4][5] التّحرّش الجنسيّ لغةً: هو تقديم مفاتحات جنسيّة مهينة وغير مرغوبة ومنحطّة وملاحظات تمييزيّة.[6]
تاريخيعود تاريخ الغلمانية إلى زمن بعيد، ووجدت العديد من الرسوم والنقوش في الآثار الاغريقية والفرعونية والرومانية والفارسية والصينية القديمة تدل دلالة قاطعة على وجود هذا النوع من الممارسات. آلية الاضطرابالجدل في الوسط العلمي مازال مستمراً والنتائج التي تتعلق بالبيدوفيليا غير حاسمة بالمطلق ومن هذه الأبحاث ما توصل له الدكتور جيمس كانتور، أحد الباحثين الذين يدرسون الولع الجنسي تجاه الأطفال من منظور بيولوجي، في إحدى مؤلفاته المنشورة في دراسة أجريت في عام 2008 باستخدام تقنية الرنين المغناطيسي للدماغ لمجموعتين: الأولى رجال لديهم بيدوفيليا، والمجموعة الثانية أشخاص ارتكبوا جرائم غير جنسية. ومن خلال مقارنة بيانات المسح للمجموعتين، أشارت النتائج إلى احتمال أن يكون الانجذاب الجنسي إلى الأطفال مقابل البالغين ليس سببه الاختلاف في أي منطقة من مناطق الدماغ، ولكن في الطريقة التي تعمل بها مناطق متعددة معاً، ويعتقد علماء الأعصاب انها «متلازمة الانفصال الجزئي» ويعتقد أيضًا أن هذه النتيجة تمثل دليلاً آخر على أن حالة الميل الجنسي للأطفال قد تكون ناتجة عن حساسية بيولوجية تبدأ قبل الولادة.[8] وفي اتجاه آخر ذكرت رسالة هارفارد للصحة العقلية في يوليو 2010 أن «الميل الجنسي للأطفال» هو توجه جنسي ومن غير المرجح أن يتغير. الأعراضهنالك العديد من الأعراض التي ترتبط بالانجذاب الجنسي للأطفال ويجب تحديدها قبل أن يقرر الأطباء تشخيص أي فرد بإصابته بهذا الاضطراب أم لا ومنها:[9]
ولكن رغم وجود هذه المعايير فهناك صعوبات عدة في تشخيص الولع الجنسي بالأطفال، وتبعاً للمجلة الأمريكية المختصة (Psychology Today) فنادراً ما يطلب الأشخاص الذين لديهم هذا الحالة المساعدة طوعياً، لذا عادة ما يكون تقديم المشورة أو العلاج نتيجة لأمر من المحكمة، لكن يمكن أن تكون المقابلات أو المراقبة أو بيانات البحث على الإنترنت دليلاً مفيداً في تشخيص هذا الاضطراب، إضافة لكون الاستخدام المكثف للمواد الإباحية للأطفال مؤشر تشخيصي مفيد، كما يمكن قياس الاستثارة الجنسية التناسلية في بيئة مختبرية من خلال المحفزات الجنسية التي تستند إلى التغيير النسبي في استجابة القضيب عند الذكور.[10] العلاقة بين الاعتداء الجنسي على الأطفال والانجذاب الجنسي إليهميعرف الاعتداء الجنسي على الأطفال Child Sexual Offending اختصاراً ب (CSO)، وهو الاتصال الجنسي بين بالغ وقاصر وهو أمر مرفوض مجتمعياً وأخلاقياً، حيث أنه يعتبر محاولة لتحريض الأطفال جنسياً قبل سن البلوغ وهذه الأمور تعد جرائم تعاقب عليها قوانين جميع الدول، ولكن ما نريد توضيحه هنا هو أنه لا يجب الخلط بين المعتدي على الأطفال وبين من يميل جنسياً لهم.[11] ومن حيث الواقع والحالات المسجلة فقد بينت دراسة بين عدة أقسام طبية في عدة جامعات ألمانية عام 2017 أن 50% من المعتدين على الأطفال تم تشخيصهم بالبيدوفيليا، وبالمقابل فإن 50% ممن تمت عليهم الدراسة ومصابون بالبيدوفيليا قاموا باعتداءات على الأطفال، إذًا هذه الأرقام تشرح ببساطة أن الاعتداء الجنسي جريمة بينما البيدوفيليا فهو اضطراب.[12] بالتالي علينا أن نميز فعلاً بين المصابين بالبيدوفيليا المسيئين للأطفال إما من خلال محاولة لمس الأعضاء الجنسية للأطفال أو محاولة إرغامهم وتحريضهم على أي سلوك جنسي وبين المصابين غير المسيئين الذين يكتفون بالنظر إلى الصور والفيديوهات على الإنترنت.[12] تفكير وشعور المصابين بالبيدوفيليا"لا يجد مصابو البيدوفيليا الرضا في العلاقة الجنسية مع البالغين وقد يكون لديهم تقدير منخفض لذاتهم لأن الانجذاب الجنسي تجاه الأطفال يهيمن على حياتهم بطريقة أو بأخرى “، هذا ما قاله الدكتور جيمس كانتور (James Cantor) الأستاذ المشارك في قسم الطب النفسي بجامعة تورنتو الكندية، وبالتالي غالباً ما يتسبب التقدير المنخفض للذات بأن يعيش الفرد في خوف من الانخراط مع المجتمع. ولكي ندرك الحالة علينا أن نأخذ بعين الاعتبار عدة أمور منها:[11]
كثيراً ما نسمع شائعات مثل أن من تعرضوا لاعتداءات جنسية في صغرهم فهم بالضرورة سيكبرون ليقوموا هم باعتداءات على أشخاص أو أطفال، لكن العلم يأتي ليدحض هذه الأقوال وفيما يخص قضيتنا هذه فقد بينت دراسة أجريت عام 2017 بالشراكة بين أساتذة وأطباء من جامعة ريغنسبورغ، وأساتذة من قسم الطب النفسي في فنلندا. كان الهدف من هذه الدراسة هو معرفة مدى تأثير الاعتداء الجنسي أو سوء معاملة الأطفال في الصغر على ميولهم واهتمامهم الجنسي مستقبلاً بالأطفال أو اليافعين تحت سن 16 سنة، وكانت النتيجة عدم اكتشاف وجود رابط واضح بينهما، أي لا يمكننا الحكم على المصابين بالبيدوفيليا بأنهم تعرضوا لتجارب سيئة في طفولتهم.[10] العلاجيقول فريد برلين وهو طبيب نفسي ومدير وحدة السلوك الجنسي في جامعة جونز هوبكنز: «الأشخاص الذين يعانون من البيدوفيليا غالباً ما يكونون في حالة إنكار لوجود مشكلة ما لديهم»، وبالتالي أولى خطوات العلاج هي أن يدرك الشخص أن هنالك مشكلة وهو يحتاج لمساعدة ما كي يستطيع السيطرة على دوافعه ورغباته الجنسية ويعيش حياته بأقل تقديرات خطرة،[13] ووتبعاً للمجلة الطبية الأمريكية المتخصصة (Psychology Today) تتضمن طرق العلاج عدة جوانب منها:[10] استخدام الأدويةيجب أن يقترن العلاج الدوائي مع العلاج النفسي والسلوكي حتى تكون النتائج فعالة ومن هذه الأدوية استخدام مضادات الأندروجين (Anti-androgen) وذلك لخفض الدوافع الجنسية كما تستخدم هرمونات مثل (Medroxyprogesterone) التي تؤدي لخفض نسبة هرمون التستوستيرون وتقلل من تكرار الانتصاب والتخيلات الجنسية والشروع في السلوك الجنسي كالعادة السرية أو الجماع، كما نجحت بعض مضادات الاكتئاب مثل (fluoxetine) في خفض الرغبة الجنسية ولكن تبقى الأوهام الجنسية صعبة العلاج دوائياً. العلاج السلوكي المعرفيهنالك الكثير من النماذج السلوكية المعرفية الفعالة في علاج الأشخاص المصابين بالبيدوفيليا ولا سيما تلك التي تعمل على التشوهات المعرفية الموجودة لديهم لمواجهتها والتعاطف مع الأطفال من خلال تدريبات خاصة تجعلهم يدركون العواقب السلبية التي تلحق بالأطفال، كما أنه من المهم تدريبهم على تقدير الذات وكيفية التفاعل مع الآخرين بطرق إيجابية من خلال مهارات تواصل وإدارة عدة، كما يجب منع انتكاس الحالة من خلال تحديد المواقف عالية الخطورة وكيفية تعطيل السوابق السلوكية ولعل الأهم هو نظم مراقبة الحالة ومتابعتها من خلال الشركاء وهم عائلة الشخص والمقربون منه وتقييم الخط الباني للحالة دورياً. لكن تبقى هذه العلاجات في إطار تخفيف الرغبات الجنسية ومحاولة ليعيش الشخص المصاب بالبيدوفيليا حياة آمنة ومتوازنة لكن حتى الآن لا يوجد علاج للشفاء منه نهائياً. العلاج الكهربائيعلاج نفسي يتم عن طريق جلسات الكهرباء، بعد تنشيط الذاكرة وتوصيل المريض إلى اللذة ليظل اثر الكهرباء وألمها مرتبطا بالتفكير في السلوك. دور المجتمعهناك أدلة كثيرة تشير إلى أن المتحرشين بالأطفال لا يمكنهم التحكم في انجذابهم للأطفال، لكن الأهم هو ما يستطيع الكثير منهم السيطرة عليه وهو عدم إظهار هذه الرغبات أو القيام بالممارسة الجنسية مع الأطفال، وعالمياً هنالك اتجاه هام للتمييز بين المصابين بالبيدوفيليا الذين يعتدون على الأطفال ومن لا يفعلون وحتى المصابون أنفسهم بدأوا يفهمون هذا ويكوّنون مجموعات للدعم للمساعدة في معرفة كيفية العيش مع حالتهم دون الإضرار بأي شخص. وربما كانت المجموعة الأكثر شهرة من هذا النوع هي (Virtuous Pedophiles) «الفضوليين المولعين بالأطفال» التي تضم آلاف المصابين وهدف هذه المجموعة هو الحد من وصمة المرتبطة بالبيدوفيليا عن طريق السماح للناس بمعرفة أن عددا كبيرًا من مصابي البيدوفيليا يتحرشون بالأطفال، وأن يقدموا دعمًا من الأقران وويوفروا معلومات عن الموارد المتاحة لمساعدتهم كي يلتزموا بالقانون، ويعيشوا حياة سعيدة ومنتجة، كما أن الكثير من المدونات تنشر لتشرح تفاصيل عن حياة مصابي البيدوفيليا كل يوم ومسؤولية المجتمع أن يشجعهم لطلب المساعدة والسيطرة على رغباتهم.[14] إحصائياتإحصائيات منظمة الصحة العالميةمنظمة الصحة العالمية (WHO) تقدر حوالي 40 مليون طفل يعانون من العنف ضد الأطفال، في منطقة الأمريكتين ومنطقة البحر الكاريبي وهذا يشمل جميع أنواع العنف. غالبية القصر الذين يعانون من الاعتداء البدني تتراوح أعمارهم بين 2 و7، وأكثر المتضررين بشدة هم الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و5. ونجد خمسة وثمانون في المئة (85%) من الوفيات ناجمة عن انتهاكات وسوء معاملة أو اعراض غير محددة. الموت، أن 71 مليون طفل يعانون من إصابات خطيرة وضحايا لا تعد ولا تحصى مع الاضطرابات النفسية.[15] إحصائيات عربيةالأردن
لبنان
مصرتشير أول دراسة عن حوادث التحرش بالأطفال في مصر أعدتها الدكتورة «فاتن عبد الرحمن الطنباري» -أستاذة الإعلام المساعد في معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس-إلى أن الاعتداء الجنسي على الأطفال يمثل 18% من إجمالي الحوادث المتعلقة بالطفل، وفيما يتعلق بصلة مرتكب الحادث بالطفل الضحية أشارت الدراسة إلى أن النسبة هي 35% من الحوادث يكون الجاني له صلة قرابة بالطفل الضحية، وفي 65% من الحالات لا توجد بينهم صلة قرابة. وبالنظر إلى القصص المذكورة عن أناس تعرضوا للتحرش وهم صغار وجد أن متوسط الأعمار يتراوح بين 25و ال 30 عاما وفي دراسة أجرتها الدكتورة فضيلة محروس عام 2001 تبين لها أن 90% من الاعتداءات جسدية، و82% من الاعتداءات جنسية حصلت في أماكن يفترض أن تكون آمنة للطفل وحصلت من أناس الطفل يثق فيهم. وقالت 77% من المعتدين أشخاص يفترض أن يكونوا في موضع الثقة من الطفل. وأكدت دراسة أجرتها أخصائية في مركز الرعاية الاجتماعية بالرياض أن 80% من المعتدين على الأطفال من الأقارب.
انظر أيضًامراجع
Information related to تحرش جنسي بالأطفال |