الرسالة إلى العبرانيين
الرسالة إلى العبرانيين هي إحدى رسائل العهد الجديد التي تتميز بوضع خاص فهي توصف من قبل باحثي الكتاب المقدس بصلة الوصل ما بين العهدين القديم والجديد، الرسالة موجهة للعبرانيين الذين تخلوا عن ديانتهم اليهودية واعتنقوا المسيحية وكلفهم قرارهم هذا رفض المجتمع اليهودي الممثل بمجلس السنهدريم لهم، لذلك كتبت هذه الرسالة لتشجيعهم ولتأكد لهم بأنهم يشبهون بمعاناتهم المسيح الذي بحسب رأي الكاتب قد سبق وطُرد أيضاً من قبل أهله وناسه وصُلب خارج مدينة أورشليم.[1] يعتبر باحثو الكتاب المقدس في العصر الحديث أن مؤلف الرسالة مجهول،[2][3] وعلى الأرجح كتبت بتقليد متعمد لأسلوب بولس.[3][4] كاتب الرسالةاختلفت الآراء على مر العصور حول شخصية كاتب هذا السفر، ففي الكنائس الغربية غلب الاعتقاد في الفترة ماقبل القرن الرابع على أن الكاتب هو إكليمندس الروماني ثم رجحت الكفة لبولس الرسول بينما كان ترتليان العلامة الكنسي الذي عاش في القرن الثاني ينسب هذه الرسالة إلى برنابا، ومن جهة أخرى ساد الظن في الكنائس الشرقية منذ وقت مبكر بأن بولس هو فعلا صاحب هذا السفر ومن أبرز الشخصيات التي دعمت هذا الرأي يوحنا الذهبي الفم وأوغسطينوس وبنتينوس أما أوريجانوس فقد اعتقد بأن الكاتب قد يكون لوقا الإنجيلي. بسبب عدم التمكن من تحديد هوية المؤلف، فقد واجهت الرسالة بعض الصعوبات للدخول إلى الكتاب المقدس المسيحي. في النهاية تم قبولها كجزء من الكتاب المقدس بسبب لاهوتها، وعرضها الفصيح، وعوامل داخلية أخرى.[5]:431 في العصور القديمة، بدأت بعض الدوائر تنسبها إلى بولس في محاولة لتزويد العمل المجهول بصلة رسولية صريحة.[6] نسخة الملك جيمس الأصلية من الكتاب المقدس تسمي الرسالة «رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين». ومع ذلك، فإن إسناد نسخة الملك جيمس الرسالة إلى بولس كان مجرد تخمين، وهو موضع خلاف حاليًا من خلال الأبحاث الحديثة.[5] يُعتقد أن أسلوبها المختلف تمامًا، والتركيز المختلف لاهوتيًا، والتجربة الروحية المختلفة، والمفردات اليونانية المختلفة - كلها تجعل من تأليف بولس للعبرانيين أمرًا لا يمكن الدفاع عنه بشكل متزايد. في الوقت الحاضر، لا ينسب باحثو العصر الحديث ولا الكنيسة الرسالة إلى العبرانيين لبولس.[7] مضمون الرسالةتتناول هذه الرسالة عدة عقائد وممارسات تعبدية يهودية بضوء المعطيات الجديدة التي تقدمها الديانة المسيحية الجديدة، فيفسر كاتب الرسالة أحداث التوراة أو العهد القديم على أنها كانت رموزا تحققت في حياة المسيح ، ويشجع العبرانيين المسيحيين على الثبات في ما آمنوا به فهم وإن حرموا من الدخول للهيكل فسوف يتمتعون في الحياة الثانية بالهيكل السماوي.[8] وبالمجمل تنقسم الرسالة إلى مايلي :
الجدال حول قانونية الرسالةيقول فيلوبايتر مجدى: «سبب تأخر الاعتراف بها ليس الشك في محتـوى الرسالة، ولكن الإبهام الذي يحيط بِاسم مؤلفها، فبولس الرسول كان معتادا أن يكتب اسمه في رسائله بولس الرسول تعمد عدم ذكر اسمه حتى يقبلها اليهود الذين يناصبونه العداء وطالما اضطهدوه وأثاروا في وجهه القلاقل، فقبلوا الرسالة.قُبلت هذه الرسالة مبكرًا في المشرق، ولكن تأخر قبولها في الغرب وقتًا طويلًا، حتى نُفي البابا أثناسيوس الرسولي إلى أتريف بفرنسا، وأقنع الغرب بقبولها، فقبلها الغرب متأخرً.تم الاعتراف بقانونية الرسالة في مجمع لاودكية سنة 363م»[24] ويقول "يوسابيوس القيصري": «وأما رسائل بولس الأربعة عشرة فهيَ معرفة ولا نزاع عليها. وليس من الأمانة التغاضي عن هذه الحقيقة وهيَ أن البعض رفضوا رسالة العبرانيين قائلين أن كنيسة روما تشكَّكت فيها علــى أساس أن بولس لــم يكتبها»[25] ويذكر أمفيلوخيوس في القرن الرابع الميلادي قصيدة يذكر فيها كتب القانونية والمتنازع عليها.[26] اصحاحات محذوفة او مضافة
مواضيع ذات صلةالمراجع
مواقع خارجية |