Share to:

 

العملية البولندية لمفوضية الشعب للشؤون الداخلية

كانت العملية البولندية التي قامت بها مؤسسة المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية (جهاز الأمن السوفيتي) في الفترة 1937-1938 عملية تطهير عرقي جماعي ضد البولنديين نُفذت في الاتحاد السوفيتي ضد بولنديين (وصفهم السوفيت بأنهم «عملاء») أثناء فترة التطهير الكبير. صدر أمر من المكتب السياسي للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي ضد من أُطلق عليهم «الجواسيس البولنديين»، وهو ما فسره مسؤولو المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية على أنه يتعلق بـ«جميع البولنديين على نحو عام». أسفر ذلك عن معاقبة 139,835 شخصًا، وعن إعدام موجز لنحو 111,091 بولنديًا يعيشون في الاتحاد السوفيتي أو بالقرب منه.[1][2] نفذت العملية وفقًا للأمر رقم 00485 للمفوضية الشعبية للشؤون الداخلية، والذي وقعه نيكولاي يجوف.[3] كان معظم ضحايا إطلاق النار من أصل بولندي، وليس جميعهم (إذ كان يُوجد العديد من الأشخاص المنتمين إلى أقليات مختلفة من منطقة كريسي الكبرى، مثل الروثينيين)، كانت هذه الجماعات في النظرة السوفيتية تشتمل على بعض عناصر الثقافة أو التراث البولندي، وبالتالي كانت أيضا «جماعات بولندية». أما الباقون فقد «اشتُبه فيهم» بأنهم بولنديون، دون مزيد من التحقيق أو صُنفوا على أنهم ربما يتعاطفون مع البولنديين.[4] لتسريع العملية، استعرض مسؤولو المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية دفاتر الهاتف المحلية وألقوا القبض على أشخاص يحملون أسماء تبدو بولندية.[5]

كانت العملية البولندية أضخم عملية إطلاق نار وترحيل عرقي أثناء حملة التطهير الكبير التي صاحبت التصفية السياسية في الاتحاد السوفيتي، والتي نظمها نيكولاي يجوف.[6][7] العملية البولندية هي أيضًا أكبر عملية قتل للبولنديين، خارج النزاعات المسلحة، في التاريخ.

أهداف العملية

جرت العملية منذ 25 أغسطس 1937 إلى 15 نوفمبر 1937 تقريبًا.[8] كانت أكبر مجموعة من الأشخاص، من ذوي الخلفية البولندية، وهم نحو 40% من الضحايا، من أوكرانيا السوفيتية، وخاصة المناطق القريبة من الحدود مع بولندا. كان من بينهم عشرات الآلاف من الفلاحين وعمال السكك الحديدية وعمال المصانع والمهندسين وغيرهم. كان أيضًا نحو 17% من الضحايا من بيلاروس السوفيتية. كان البقية من مناطق حول غرب سيبيريا وكازاخستان، حيث عاش البولنديون المنفيون منذ تقاسم بولندا، وكذلك من جبال الأورال الجنوبية وشمال القوقاز وبقية سيبيريا، بما في ذلك الشرق الأقصى.[1]

اعتقلت المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية الفئات التالية من الأشخاص أثناء عمليتها البولندية، على النحو الموصوف في الوثائق السوفيتية:

  • أعضاء «نشطون» من الأقلية البولندية في الاتحاد السوفيتي (جميع البولنديين تقريبًا).[1][2]
  • جميع المهاجرين من الجمهورية البولندية الثانية.
  • لاجئون سياسيون من بولندا (معظمهم أعضاء في الحزب الشيوعي البولندي).
  • أعضاء سابقون وحاليون في الحزب الاشتراكي البولندي والأحزاب السياسية البولندية غير الشيوعية الأخرى.
  • جميع من تبقى، في الاتحاد السوفيتي، من أسرى الحرب البولندية السوفيتية.
  • أعضاء المنظمة العسكرية البولندية المدرجة أسماؤهم في القائمة الخاصة (ومعظمهم لم يكونوا أعضاء في تلك المنظمة).

التركيبة الإثنية

على الرغم من أن السلطات السوفيتية تدعي أن جميع الضحايا كانوا من إثنية بولندية، فإن بعض القتلى كانوا أيضًا من أصل بيلاروسي ويهودي وأوكراني وروسي، وقد زُعم أنهم بولنديون بسبب ألقابهم أو طقوسهم الدينية.[9] كان نحو 47.3% من مجموع «البولنديين»، الذين أُلقي القبض عليهم في بيلاروسيا، كاثوليكيين من أصل بيلاروسي، وقد أعلن كثيرون منهم أنهم بولنديون في عشرينيات القرن العشرين. شكل الذين اعتُقلوا في العملية البولندية في جميع أنحاء الاتحاد السوفيتي (سبتمبر- نوفمبر 1938) نحو  14.2%من الضحايا. كان نحو 13.4% من المعتقلين من أصل أوكراني. نحو 8.8% من المعتقلين كانوا من أصل روسي.[9]

انظر أيضًا

مراجع

  1. ^ ا ب ج Robert Gellately, Ben Kiernan (2003). The specter of genocide: mass murder in historical perspective. مطبعة جامعة كامبريدج. ص. 396. ISBN:0521527503. مؤرشف من الأصل في 2020-11-18. Polish operation (page 233 –)
  2. ^ ا ب Wendy Z. Goldman (2011). Inventing the Enemy: Denunciation and Terror in Stalin's Russia. New York: Cambridge University Press. ص. 217. ISBN:978-0-521-19196-8. مؤرشف من الأصل في 2020-12-09.
  3. ^ Н.В.Петров, А.Б.Рогинский. ""Polish Operation" of the NKVD, 1937-1938" [ru:"Польская операция" НКВД 1937–1938 гг.] (بالروسية). НИПЦ «Мемориал». Archived from the original on 2017-02-15. Retrieved 2012-05-27. Original title: О фашистско-повстанческой, шпионской, диверсионной, пораженческой и террористической деятельности польской разведки в СССР
  4. ^ Timothy Snyder (27 يناير 2011). "Hitler vs. Stalin: Who Was Worse?". The New York Review of Books. ص. 1, paragraph #7. مؤرشف من الأصل في 2015-11-26. اطلع عليه بتاريخ 2012-06-12.
  5. ^ Joshua Rubenstein (26 نوفمبر 2010). "Bloodlands - Europe Between Hitler and Stalin - By Timothy Snyder". The New York Times Book Review. مؤرشف من الأصل في 2020-12-09.
  6. ^ "A letter from Timothy Snyder of Bloodlands: Two genocidaires, taking turns in Poland". The Book Haven. Stanford University. 15 ديسمبر 2010. مؤرشف من الأصل في 2020-12-09. اطلع عليه بتاريخ 2011-04-25.
  7. ^ Uilleam Blacker؛ Alexander Etkind؛ Julie Fedor (2013). Memory and Theory in Eastern Europe. Palgrave Macmillan. ص. 21. ISBN:978-1137322067. مؤرشف من الأصل في 2020-12-09. اطلع عليه بتاريخ 2015-02-18. {{استشهاد بكتاب}}: |عمل= تُجوهل (مساعدة)
  8. ^ Prof. Bogdan Musial؛ وآخرون (25–26 يناير 2011). "The 'Polish operation' of the NKVD" (PDF). The Baltic and Arctic Areas under Stalin. Ethnic Minorities in the Great Soviet Terror of 1937-38. University of Stefan Wyszyński  [لغات أخرى]‏ in وارسو. ص. 17–. UMEA International Research Group. Abstracts of Presentations. مؤرشف من الأصل في 2012-03-23. Official documents of the State Security Administration show that 'ethnicity alone was sufficient grounds for arrest.' – Dr. Iryna Ramanava, National Academy of Sciences of Belarus. {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير المعروف |بواسطة= تم تجاهله يقترح استخدام |عبر= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  9. ^ ا ب Martin, Terry. "The origins of Soviet ethnic cleansing." The Journal of Modern History 70.4 (1998): 813-861. نسخة محفوظة 9 ديسمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
Kembali kehalaman sebelumnya