تحلية (صوفية)
التَّحْلِيَةُ عند الصوفية هي تزيينُ وإكسابُ المريد لسريرتِه وعلانيتِه الأخلاقَ الفاضلةَ والسلوكاتِ الطيبةَ والأعمالَ الصالحةَ.[1][2][3] التحلية في القرآنذكر القرآن معنى التحلية في أفعال وأسماء مشتقة ضمن العديد من الآيات، منها قول الله :
معناهاذُكِرَتْ الأفعال والأسماء المرتبطة بالتحلية في القرآن الكريم مقرونة بالأساور والمجوهرات والمصوغات والحُلِي، وكلها من نفائس الأشياء التي يقتنيها الإنسان ويرتديها ويتباهى بها.[4][5][6] وهذا ما جعل الصوفية يلجؤون إلى استخدام واستعمال كلمة التحلية من أجل التدليل على نفاسة وجزالة وأهمية الأخلاق الطيبة والآداب المرهفة والأعمال الصالحة التي يتحلى ويتجمل بها المريدون من بعد تخلية سرائرهم وعلانياتهم من السوء.[7][8] مشروعيتهاجاء معنى التحلية بصيغة التَّحَلِّي ضمن المنهج الإسلامي في تربية وتزكية المريدين والسالكين، وذلك في قول الإمام الحسن البصري :[9][10] فطالما أن قلب المسلم لم يتطهر من رَانِهِ وغشاوته وغفلته كي يتشرب الإيمان العميق، فإنه لا معنى للأماني الحالمة والمظاهر المعسولة.[11] ولما كان فهم الصحابة والتابعين في مواضيع التزكية والتخلية والتحلية، هو الفهم الأصح والمُعتمَد، فإن التابعي بكر بن عبد الله المزني قد بين أن التحلية التي لا تسبقها تخلية ليست من هدي النبي محمد ﷺ في شيء، حينما وصف أبا بكر الصديق ، وذلك في قوله:[12][13]
فالأسرار والأنوار والمعارف التي تشربها قلب الصديق هي من التحلية التي آتت ثمارها في ذاته بعد أن قام بأداء ورد التخلية على أكمل صيغة وصفة.[14] وقد كان انحراف الخوارج عن أسبقية التخلية من الرذائل على التحلية بالفضائل هو الذي أوقعهم في عدم الاقتصاد في العبادات مع وجود إيمان سطحي يعبدون به الله على حرف، وقد أوهمهم ذلك بأنهم أفضل من الصحابة وعلماء وعوام المسلمين، فأمعنوا في تكفيرهم والعدوان والبغي عليهم.[15][16] فيديوهات
انظر أيضًاهوامش
المراجع
|