جمال الدين الصرصري
جمال الدين الصرصري (588هـ — 656هـ / 1192م — 1258م)[2] هو الشيخ العلامة الشاعر الأديب، جمال الدين أبو زكريا يحيى بن يوسف بن يحيى بن منصور بن المعمر بن عبد السلام الأنصاري البغدادي الصرَّصري الحنبلي الصوفي.[1] عرف بالصرَّيري نسبة إلى صرصر، وهي مدينة بالقرب من بغداد تقع على نهر سمي باسمها. قتله التتار حين دخلوا بغداد، وقيل أنه قتل أحدهم بعكازه ثم استشهد وحمل إلى صرصر ودفن فيها. يعد من أكثر الشعراء المجيدين في المديح النبوي، قال عنه ابن شاكر الكتبي: "هو صاحب المدائح النبوية السائرة في الآفاق، لا أعلم شاعراً أكثر من مدائح النبي - ﷺ - أشعر منه". وكان طويل النفس في قصائده، فقد بلغت إحداها التي سماها «الروضة الفاخرة في أخلاق محمد المصطفى الباهرة» ثمانمائة وخمسون بيتاً، كما له لامية تتكون من خمسمائة وسبعة وخمسين بيتاً.[3] مولده ونشأتهولد سنة 588هـ، ونشأ على طلب العلم منذ صغره، حيث قرأ القرآن بالروايات على أصحاب ابن عساكر البطايحي، وسمع الحديث من بعض علماء بغداد، وتعلم الفقه، ثم درس العربية وبرع فيها، حتى قيل إنه حفظ صحاح الجوهري كاملة، ونبغ في نظم الشعر حتى أصبح من أعلامه الكبار. شيوخهأخذ الصرّصري العلم عن عدد من الشيوخ، منهم أصحاب ابن عساكر البطايحي، درس عليهم القرآن بالروايات، وصحب الشيخ علي بن إدريس اليعقوبي، وأخذ عن الشيخ عبد المغيث الحربي، وأجاز له. تلاميذهأخذ العلم عن الشيخ الصرّصري تلاميذ كثيرون، منهم: الحافظ الدمياطي، وعلي ابن حصين الفخري، والقاضي سليمان بن حمزة، وأحمد بن علي الجزري، وزينب بنت الكمال، وغيرهم. مكانته وثناء العلماء عليهتبوأ الشيخ الصرصري منزلة عالية، بعد أن برع في علوم كثيرة، خاصة في الأدب والشعر، فقد كانت له اليد الطولى في ذلك، وهو صاحب الديوان المشهور والقصائد، وعلى وجه الخصوص في مدح النبي ﷺ، قيل إنه لم يكن هناك أحد أكثر شعراً منه في هذا الباب، حيث بلغت قصائده فيه حوالي عشرين مجلداً، وبالإضافة إلى ذلك فقد كان الشيخ زاهداً عابداً صبوراً قنوعاً. أثنى عليه كثير من أهل العلم، فقد قال عنه قطب الدين اليونيني: "كان من العلماء الفضلاء الزهاد العباد، وله اليد الطولى في نظم الشعر، وشعره في غاية الجودة -رحمة الله عليه-، امتدح رسول الله ﷺ بأشعار كثيرة، قيل إن مدائحه فيه تقارب عشرين مجلداً..." ثم أورد بعض هذه الأشعار.
وقال عنه في موضع آخر: "...وقال الشيخ جمال الدين أبو زكريا يحيى بن يوسف بن يحيى بن منصور بن عمر الأنصاري الصرصري، المادح، الماهر، الحافظ للأحاديث واللغة، ذو المحبة الصادقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فلذلك يشبه في عصره بحسان بن ثابت، رضي الله عنه، في ديوانه المكتوب عنه في مديح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان ضرير البصر، بصير البصيرة، وكانت وفاته ببغداد في سنة ست وخمسين وستمائة، قتله التتار في كائنة بغداد، كما سيأتي ذلك في موضعه، في كتابنا هذا، إن شاء الله تعالى، وبه الثقة، وعليه التكلان. قال في قصيدته من حرف الحاء المهملة من ديوانه:[5] محمد المبعوث للناس رحمة يشيد ما أوهى الضلال ويصلح لئن سبحت صم الجبال مجيبة لداود أو لان الحديد المصفح فإن الصخور الصم لانت بكفه وإن الحصا في كفه ليسبح وإن كان موسى أنبع الماء بالعصا فمن كفه قد أصبح الماء يطفح وإن كانت الريح الرخاء مطيعة سليمان لا تألو تروح وتسرح فإن الصبا كانت لنصر نبينا ورعب على شهر به الخصم يكلح وإن أوتي الملك العظيم وسخرت له الجن تسعى في رضاه وتكدح فإن مفاتيح الكنوز بأسرها أتته فرد الزاهد المترجح وإن كان إبراهيم أعطي خلة وموسى بتكليم على الطور يمنح فهذا حبيب بل خليل مكلم وخصص بالرؤيا وبالحق أشرح وخصص بالحوض العظيم وباللوا ويشفع للعاصين والنار تلفح وبالمقعد الأعلى المقرب ناله عطاء لعينيه أقر وأفرح وبالرتبة العليا الوسيلة دونها مراتب أرباب المواهب تلمح ولهو إلى الجنات أول داخل له بابها قبل الخلائق يفتح
مؤلفاتهنظم الشيخ الصرصري قصائد كثيرة جداً في عدد من العلوم الشرعية، ولم تسم لنا مصادر ترجمته مؤلفاً كتبه نثراً، بل كل ما كتبه كان شعراً، ومن مؤلفاته:
وغير ذلك كثير. وفاتهلما دخل التتار بغداد سنة 656هـ، دُعي الشيخ الصرصري لمقابلة كرمون ابن هولاكو، فأبى أن يجيب، وأعد في داره حجارة، وحين دخلوا عليه رماهم بها، فهشم منهم جماعة، فلما خلصوا إليه قتل أحدهم بعكازه، ثم قتلوه وله من العمر 68 سنة، وحمل إلى صرصر فدفن بها، وكان قد أضر (فقد بصره) في آخر عمره. مؤلفات عنه
انظر أيضاًالمراجع
|