قنطور (كوكب صغير)القناطير هي نوع من الكواكب الصغيرة التي تملك مدارات غير مستقرة وتتشارك خصائص كل من الكويكبات والمذنبات. وتقع مدارات القناطير بين مداري كوكبي المشتري ونبتون[1] (في المنطقة التي تبعد من 9 إلى 30 و.ف عن الشمس)،[2] وبما أن مداراتها غير مستقرة فإن جاذبية هذه الكواكب ستتسبّب خلال بضعة ملايين من السنين بقذفها إلى حافة النظام الشمسي أو بجذبها إلى النظام الشمسي الداخلي. وقد سُميت هذه الأجرام نسبة إلى مخلوقة القناطير الأسطوريّة.[1] ويُصنف بعض الفلكيين القناطير على أنها أجرام مبعثرة من حزام كويبر.[2] أول جرم شبه قنطوري اكتشفه كان 944 هدالوغ في عام 1920.[3] لكن وبالرغم من هذا لم يتم إدراك أن القناطير هي أجرام غير عاديّة[بحاجة لمصدر] إلى حين اكتشاف 2060 كايرون في عام 1977، إضافة إلى أن كايرون كان أول قنطور حقيقي يُكتشف (فخصائص الأول ليست مشابهة تماماً للقناطير المعتادة). أما أكبر القناطير المعروفة فهو «10199 كارلِكو» الذي يتراوح قطره بين 200 و250 كم.[2] لم يتم تصوير قنطور عن قرب من قبل، بالرغم من أن هناك دليلاً على أن قمر زحل المسمى فويب - والذي صورته مركبة كاسيني في عام 2004 - يُمكن أن يكون قنطوراً أسره زحل. وإضافة إلى ذلك اكتشف تلسكوب هبل الفضائي بعض تضاريس سطح القنطور 8405 أسبولس.[بحاجة لمصدر] العديد من القناطير والتي من أهمها كايرون تُظهر ذؤابة ونشاط مذنبات، بالرغم من أنها لا تملك ذيولاً. ولذلك فتصنّف هذه الأجرام كمذنبات وكويكبات في الآن ذاته.[4] والسبب وراء خصائص المذنبات التي تُظهرها هذه القناطير ليس معروفاً جيداً بعد بالنسبة لمعظمها.[5] التسميةبعد اكتشاف كايرون - أول القناطير المعروفة - مباشرة أعطى له مركز الكواكب الصغيرة اسماً مؤقتاً هو "1977 UB"، وبعد تحديد مدار الكويكب ومساره أُعطيت لتشارلز كوال - مكتشفه - حريّة اختيار اسم له. وقد كان يُريد كوول اختيار الاسم بعناية، فأخذ يبحث عن اسم في الميثولوجيا القديمة. وأثناء بحثه تعرّف على القناطير، وهي مخلوقات خرافية من الميثولوجيا الإغريقية، نصفها إنسان ونصفها حصان. وتوجد عشرات الأسماء لقناطير مختلفة في الأدب والميثولوجيا القديمة، اختار من بينها القنطور «كايرون» (وهو أحد أكثر القناطير شهرة في الأساطير الإغريقية). وبعد اكتشاف ثاني كوكب صغير من القناطير سُمي «فولَس»، وهو أخ كايرون حسب الأساطير، وبعد ذلك درجت تسمية هذه المجموعة من الكواكب الصغيرة بـ«القناطير».[6] وقد أصبحت تسمية هذه المجموعة من الأجرام بأسماء لقناطير من الميثولوجيا من ضمن شروط تسمية الأجرام الفلكية التي وضعها الاتحاد الفلكي الدولي.[7] الخصائص الفيزيائيةالشبه بالمذنباتأثناء أرصاد كايرون في عامي 1988 و1989 - عندما كان قرب حضيضه - عُثر على ذؤابة حوله (سحابة من الغاز والغبار تتبخر من سطحه). وبذلك فهو يُصنف الآن رسمياً كمذنب وكويكب في الآن ذاته، بالرغم من أنه أكبر بكثير من المذنبات النموذجية وهناك بعض الخلاف بشأنه. وقد رُصد نشاط مذنبات مشابه في قناطير آخرى، مثل «60558 إكيلس» الذي اكتشف وهو يُظهر ذؤابة، ومن ثم فصنف كمذنب بالرغم من أن مداره مدار قنطور.[8] لا يوجد فرق واضح في المدارات بين القناطير والمذنبات. فمثلاً «29ب/سكواسمان-ووتشمان» و«39ب/أوتِرما» يُشار إليهما أنهما قنطوران لأن مداريهما يُشبهان مدارات القناطير. الثاني منهما هو غير نشط حالياً، وقد كان نشطاً فقط قبل أن يضطرب مداره ويتحوّل إلى مدار قنطور بسبب جاذبية المشتري عام 1963.[9] ومن المحتمل ألا يُظهر ذؤابة إذا كان حضيضه خلف مدار المشتري على بعد 5 وحدات فلكية من الشمس. ومن المحتمل أن يُقذف المذنب «78ب/غيريلز» إلى جزء بعيد من النظام الشمسي في عام 2200 ويُصبح مداره شبه قنطوري. البياض والقطرلم يتم قياس قُطر القناطير حتى مدّة طويلة بعد اكتشافها، ومن ثم فلم يَتم حساب البياض أيضاً. لاحقاً تم قياس أقطار العديد من القناطير، والقليل فقط من هذه القياسات تمّ باستخدام التصوير المباشر أو الاحتجابات النجميّة. بشكل عام بياض القناطير ليس عالياً، فمتوسّطه يُقدر بـ0.075.[10] وعموماً تملك القناطير بياضاً مخنفضاً وأقل من بياض أجرام حزام كايبر.[11] نظريات التكون والبدايةأصبحت دراسة تطور القناطير منتشرة حديثاً لكن ما زالت تُعيقها المعلومات الفيزيائيّة المحدودة حول هذه المنطقة من النظام الشمسي. وقد أعدّت نماذج مختلفة حول كيفية تكوّن القناطير. المحاكاة تدل على أن مدارات بعض أجرام حزام كويبر قد اضطربت ديناميكيًا وأدّت إلى سحب هذه الأجرام أقرب إلى الشمس متحوّلة إلى قناطير. لكن مع ذلك فأجرام القرص المبعثر هي أفضل المرشحين[12] ديناميكيًا لاضطراب كهذا، بالرغم من أن ألوانها ليست متناسبة مع طبيعة القناطير اللونيّة. تملك البلتينوات (نوع من أجرام حزام كويبر) طبيعة لونيّة مشابهة للقناطير، وهناك اعتقادات بأن مدارات البلتينوات ليس مستقرّة بمقدار ما يُظن الآن (ومدى استقرارها حالياً مستمدّ من مقدار اضطراب بلوتو).[13] وحسب دراسة أخرى فإن مصدر القناطير القريبة من الشمس هو حزام كويبر والقرص المبعثر، حيث أن الدراسة تقدر مصدر معظم القناطير من منطقة يتراوح بعدها بين 28 و1,000 .و.ف من الشمس. في حين أنه يُعتقد - حسب الدراسة نفسها - أن القناطير البعيدة عن الشمس مصدرها هو سحابة أورط الواقعة على حافة النظام الشمسي.[14] المراجع
|