مغلطاي بن قليج
أبو عبد الله علاء الدين مغلطاي بن قليج بن عبد الله البكجري، المصري، الحكري، الحنفي (689هـ - 762هـ). مؤرخ، من حفاظ الحديث، عارف بالأنساب. تركي الاصل، مستعرب. من أهل مصر، ولي تدريس الحديث في المدرسة المظفرية بمصر. وكان نقادة، له مآخذ على المحدثين، وأهل اللغة.[1] نشأتهكان أبوه وهو قائد من قادة المماليك،[2] يرسله في صباه ليرمي بالنشاب، فيخالفه، ويذهب إلى حلقات أهل العلم فبرع بالأنساب أما باقي متعلقات علوم الحديث فكانت معرفته بها متوسطة، فأعتنى بهذا الشأن وأكثر القراءة واجتهد بطلب العلم من شيوخ عصره فسمع الكثير، منهم: التاج أحمد بن دقيق العيد والحسن بن عمر الكردي، وابن الطباخ، وابن قريش.[3] حفظ المشهورة منها الفصيح لثعلب، وعرض على شيخه تقي الدين السبكي كفاية المتحفظ لأبن الأجدابي، وقال ابن تغري بردي:«وهو أبو المحاسن جمال الدين يوسف، الحنفي؛ ألف كتاب المنهل الصافي ومختصره الشافي، وكتاب النجوم الزاهرة توفي سنة (874هـ)».[4] أنه طلب الحديث بعد عام (710هـ).[5] كانت لمغلطاي رحلتان إلى الشام؛ إحداهما قبل سنة (700هـ) والأخرى في سنة (709هـ) درَّس بجامع القلعة مدة، ولي مشيخة الظاهرية للمحدثين وقبة الركنية بيبرس. وتولى مشيخة الحديث بالمظفرية البيبرسية، ومدرسة أبي حُلَيفة، والناصرية(1)[6]، وذكر ابن حجر أن مغلطاي درس بالظاهرية(2) بعد موت سيد الناس ودرَّس بالصرغتمشية(3) أول ما فتحت، ثم صرفه عنها صرغتمش نفسه، ولم يلها بعده محدث؛ بل تداولها من لا خبرة له بفن الحديث.[7] وله مآخذ على أهل اللغة وعلى كثير من المحدثين[8] وقال العراقي: كان عارفاً بالأنساب معرفة جيدة وأما غيرها من متعلقات الحديث فله بها خبرة متوسطة وتصانيفه أكثر من مائة.[9] انتهت إليه رئاسة الحديث في زمانه فأخذ عنه الكثير من المشايخ كالعراقي والبلقيني والدجوي وإسماعيل الحنفي، وغيرهم.[10] شیوخهبحکم نشأۃ العلامة مغلطاي في مصر، و مقامه بالقاھرۃ التي کانت في ذاک الوقت عامرۃ بالعلماء، والحفاظ مما أتاح له الفرصة للقاء العدید من مشاھیر الحفاظ والفقھاء منھم:[11]
تلامیذہلقد نال العلامة مغلطاي بسبب کثرۃ علمه وسعة اطلاعه شھرۃ وذاع صیته، مما دفع کثیراً من نبھاء الطلبة إِلی التوجه إِلیه والإِقبال علی دروسه، فکان أشھر من تتلمذ علیہ وتخرج به:[12]
تصانيفهكان مغلطاي ساكناً، جامد الحركة، يلازم المطالعة والكتاب والدأب، وعنده كتب كثيرة، وأصول صحيحة[14]، وكان كثير الميل إلى الموادعة والركون، جمع مجاميع حسنة، وألّف تواليف أتعب فيها أنامله.[15] وقد كتب الكثير، وصنف وجمع، وكان دائم الاشتغال، منجمعاً عن الناس[16]؛ قال الشهاب ابن رجب لاعجب أن تتجاوز مصنفاته المئة كتاب[17]، وذكر ابن فهد أن مصنفاته تتنوع في كل فنون العلوم،[18] وقال ابن قاضي شهبة غالب مصنفاته مآخذ على أهل اللغة، وأصحاب علوم الحديث، وأصحاب السير وشرح السنن.[19] ولكن مع كثرة وتنوع مصنفاته فقد وقعت بعض كتابته في بعض الأوهام والأغلاط ذكر ذلك الحافظ ابن حجر 《كتبه كثيرة الفائدة في النقل، على أوهام له فيها[20]》، وأعتذر له السخاوي بقوله: 《 والحق أنه كثير الاطلاع، واسع الدائرة في الجمع، ومن يكون كذلك لا يُنكر ما يتفق له من الأوهام[21] 》. ومن تصانيفه الكثيرة:[22]
ومنها أيضاً:
آراء العلماءمع ما وصل إلیه العلامة مغلطاي من علم، وما نال من مناصب مرموقة کانت جدیرۃ أن یصون نفسه عن المھاوی التی تعترض طریق أھل العلم، فدفعته شھوۃ الاستکثار من السماع إلی إدعاء ما لیس عندہ مما عرَّضه لسیاط أھل العلم ولدغاتھم وھم في ذلک معذورون؛ لأن من أظھر سوءاً عامله العلماء بسوءٍ وإن کانت نیته حسنة۔ [23] ما ورد في الثناء علیه
هوامش
المراجع
|