بلاد الشامبلاد الشام
بلاد الشَّام أو سوريا التاريخية، أو سوريا الطبيعية (باليونانية: Σύρια)؛ و(باللاتينية: Syria)؛ نقحرة: سيريا، هو اسم تاريخي لجزء من المشرق العربي يمتد على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط إلى حدود بلاد الرافدين.[1][2][3] تشكّل هذه المنطقة اليوم بالمفهوم الحديث كل من: سوريا ولبنان والأردن وفلسطين التاريخية، بالإضافة إلى مناطق حدودية مجاورة مثل منطقة الجوف ومنطقة تبوك في المملكة العربية السعودية،[4] وتشمل المناطق السورية التي ضُمت إلى تركيا إبّان الانتداب الفرنسي على سوريا، وقسمًا من سيناء والموصل، وعند البعض فإن المنطقة تتسع لتشمل قبرص وكامل سيناء والجزيرة الفراتية.[5][6][7] حدود الشاميعود أقدم استخدام لمصطلح سوريا إلى اليونانيين، وهو يشير إلى الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وامتداده ليشمل بلاد ما بين النهرين وكامل الهلال الخصيب وصولا إلى أجزاء من أرمينية، كما ورد في وصف المؤرخ الروماني فلينيوس الأكبر. وهذه الحدود تتفق مع اشتقاق اسم سورية الذي هو على الراجح مشتق من آسورية Ἀσσυρία كما ذكر المؤرخون اليونان والرومان واتفق معهم معظم الباحثين المعاصرين. بعد سقوط بلاد ما بين النهرين في يد الفرس البارثيين في أواخر العهد السلوقي بدأ التغير في حدود المصطلح، حيث أنه اقتصر على المنطقة التي بقيت بيد السلوقيين ومن بعدهم الرومان، وهي تقريبا المنطقة الممتدة بين ساحل المتوسط والفرات؛ وهذا هو المعنى الذي عرفه العرب قبيل الإسلام واستمر طوال العصر الإسلامي. في المفهوم الشائع لدى معظم الناس حالياً، تشمل «الشام» أو «سورية الكبرى»: سوريا ولبنان والأردن وفلسطين التاريخية (الضفة الغربية، وقطاع غزة، والأراضي الفلسطينية المحتلة في حرب 1948) وأراضٍ أصبحت ضمن تركيا (مثل الأقاليم السورية الشمالية ولواء اسكندرون) [8][9][10]، بالإضافة إلى لواء الإسكندرون وقيليقية وجنوب تركية وصولا إلى جبال طوروس. أما فهم أنطون سعادة لمصطلح سورية الكبرى والذي يتبناه الحزب القومي السوري الاجتماعي فهو مبني أساسا على الفهم اليوناني القديم للاسم ويشمل الهلال الخصيب بأكمله، بالإضافة إلى سيناء وقبرص. وفي المفهوم التاريخي لدى العرب تبدأ حدود الشام جنوبا من دومة الجندل (في منطقة الجوف)، حيث ذكر الواقدي في كتاب الصوائف أنَّ غزوة دومة الجندل أول غزوات الشام، فقال:[11] «وهي من المدينة على ثلاث عشرة مرحلة، ومن الكوفة على عشر مراحل في برية مرت، ومن دمشق على عشر مراحل، قال: وهي أرض نخل وزرع يسقون على النواضح، وحولها عيون قليلة، وزرعهم الشعير، وهي مدينة عليها سور ولها حصن عادي مشهور في العرب يدعى مارد»
الجغرافيا والتضاريستمتد بلاد الشام من سلسلة جبال طوروس في الشمال إلى شبه جزيرة سيناء في الجنوب. تتميز هذه الأرض بسلسلتي جبال متوازيتين (غربية وشرقية) تشقانها من الشمال إلى الجنوب بالتوازي مع الخط الساحلي. تبدأ السلسلة الغربية الساحلية شمالاً عند ملتقى جبال طوروس مع جبال الأمانوس في منطقة النهر الأبيض قرب مرعش. وتستمر سلسلة الأمانوس إلى مصب نهر العاصي في خليج السويدية، وأقصى ارتفاع لها هو 2240 م. ثم تمتد سلسلة مكملة لهذه الأولى من مصب العاصي إلى نهر الكبير الجنوبي وتعرف هذه السلسلة بسلسلة جبال النصيرية. يفصل سهل عكار جبال النصيرية عن امتدادها الجنوبي في جبل لبنان، وفي جبل لبنان سقف الشام وأعلى جباله ليصل ذروته بارتفاع 3088 م في قرنة السودا. بالاتجاه جنوبًا تبدأ الجبال بالابتعاد عن البحر وبالانخفاض تدريجيًا، فتبلغ أعلى قمة في الجليل (جبل الجرمق) 1208 م. تبدأ جبال نابلس من جبل الكرمل في حيفا حتى تتصل بجبال الخليل في الجنوب، وتستمر مناطق التلال والجبال حتى رأس محمد في أقصى جنوب سيناء. يشكل جبل عيبال أعلى قمة في جبال نابلس (981 م) بينما تبلغ جبال الخليل أعلى نقاطها في حلحول (1020 م). يبلغ طول هذه السلسلة من مرعش إلى رأس محمد أكثر من 1100 كم.[12] تبدأ السلسلة الموازية بمجموعة من التلال من نفس النقطة تقريبًا عند منطقة تسمى كابو تشام (بالإنجليزية: Kapu Tcham) قرب مرعش وتمتد جنوبًا إلى صوف داغ وجبل حلب، ثم تتحول إلى سلاسل من التلال وصولاً إلى سهل حمص وسهل عكار الذين يشكلان نافذة لسورية الداخلية على البحر. تستمر السلسلة من جديد مع جبال القلمون التي تبدأ من جنوب حمص إلى دمشق وتلتقي مع هضبة الجولان عند جبل الشيخ (وأعلى قممه بارتفاع 2814 م). بعد فسحة سهلية تمتد لمسافة تقارب 60 كم عبر حوران تبدأ سلسلة جبال عجلون وتستمر السلسلة عبر جبال السلط ومؤاب والشراة إلى خليج العقبة حيث تتصل بجبال مدين.[12] إضافة إلى هاتين السلسلتين، توجد جبال أخرى داخلية متفرقة مثل جبل البلعاس[13] وسلسلة الجبال التدمرية وجبل عبد العزيز وجبل العرب. بين هاتين السلسلتين الجبليتين العظيمتين، يمتد أخدود سهلي عميق يشكل الجزء السوري (الشمالي) من الشق السوري الأفريقي وفيه توجد أخفض نقطة على سطح الأرض. ينبع نهر العاصي من وسط الأخدود تقريبًا ويتجه نحو الشمال بين سلسلتي الجبال في سهل البقاع وسهل الغاب وسهل العمق ليصب في البحر المتوسط. ومن نقطة قريبة ينبع نهر الأردن ويتجه جنوبًا مارًا في سهل الحولة وأطراف سهل بيسان وغور الأردن ليصب في البحر الميت أخفض نقطة على سطح الأرض. إلى الغرب من السلسلة الساحلية يقع شريط سهلي ساحلي يضيق ويعرض. يكون أقصى عرض للسهل الساحلي في جنوب قطاع غزة بينما يختفي تمامًا في بعض النقاط مثل الجبل الأقرع جنوب لواء اسكندرون وفي جونيه وجبل الكرمل حيث تغتسل أقدام الجبال بمياه البحر. المناخمناخ بلاد الشام معتدل، إذ يقع بين منطقة الرياح التجارية الجافة التي تهبّ على الجزء الجنوبي من الشام، ومنطقة الرياح الغربية المحمّلة بالرطوبة التي تهبّ على الجزء الشمالي من الشمال مسبّبة الأمطار. أمّا في فصل الصيف فتسود الرياح التجارية الجافة التي تجعل هواء الشام حاراً بعض الشيء. فالرياح الغربية التي تمر بالبحر المتوسط تكون محمّلة بالرطوبة، وتقابل جبال لبنان ومنطقة التلال الوسطى فترتفع، وبارتفاع الهواء يتمدد مما يتسبب في سقوط الأمطار، وهذا هو تعليل كثرة الأمطار التي تسقط على غرب جبال سوريا. على أن كمية المطر تتناقص كلما اتجهنا شرقاً، فدمشق مثلاً الواقعة خلف الحاجز المزدوج لجبال لبنان لا يصيبها إلاّ القليل من المطر، كذلك الحال كلّما اتجهنا جنوباً فتقلّ الأمطار بعد مرتفعات فلسطين الوسطى وتلال شرق الأردنّ. أما القسم الشرقي من شرقيّ الأردنّ فلا يصيبه إلاّ النزر القليل من المطر. وفي الشتاء تأتي البرودة الجافة الآتية من آسيا الوسطى فوق منطقة الهضاب الشرقية في سوريا، وتكوّن الصقيع والثلوج. ويقع تأثير البرودة كلّما اتجهنا صوب الساحل. وتعمل سلسلة الجبال على منع تسرب الرياح البحرية الباردة من الوصول إلى داخل بلاد الشام. وفي الصيف تأتي الرياح الحارة الآتية من الشرق والجنوب الشرقي، وتسبب ارتفاع درجة الحرارة. أمّا رياح السَّموم أو الشرقية فتهبّ في فصلَي الربيع والخريف. التقسيم السياسي للمنطقة
اسم الشاميشيع في اللغات الأوروبية، وخاصة في العصر الحالي استخدام مصطلح "Levant"، وهي تعني المشرق، حيث استخدم الإيطاليون القروسطيين تسمية "Levante"، في إشارة إلى موضع مطلع الشمس بالنسبة لهم، وإنتشر الاسم من الإيطالية والفرنسية إلى الكثير من اللغات الأخرى، وهي تناظر ما عرفه العرب بالشام (نسبة للشمال، موضع المنطقة بالنسبة للعرب) أو سورية الكبرى أو بلاد آشور؛ ولكن مصطلح المشرق كان تاريخيا يشير إلى منطقة أكبر من سورية تمتد داخلا إلى ما بين النهرين، أي الدولة الآشورية الكبرى التي تأسست في مدينة الموصل الحالية في العراق وتوسعت وامتدت لتشمل بلاد ما بين النهرين كلها (أو العراق الحالي كله) وذلك بعد تمكن الدولة الآشورية من السيطرة على الدولة البابلية، وكذلك امتدت لتشمل جنوب الأناضول، ومنطقة سورية ولبنان وفلسطين والأردن والمناطق التي قام عليها الاحتلال الإسرائيلي النجس عام 1948 إثر الانسحاب البريطاني، أو بلاد المشرق أو الهلال الخصيب بأجمعه وذلك بعد تمكن الآشوريين من دحر الحيثيين الذي كانوا يحكمون منطقة سوريا ولبنان، كما شملت أجزاء من المناطق الغربية من إيران الحالية. وكذلك تمكن بعض الملوك الآشوريين العظام من توسيع الدولة الآشورية حتى مصر، حيث تمكن الملك الآشوري أسرحدون بن سنحاريب من الوصول حتى ممفس في مصر، فيما تمكن الملك الآشوري آشوربانيبال بن أسرحدون من الوصول حتى طيبة في مصر وإخضاع مصر للحكم الآشوري. أصل كلمة سورية اليونانية يعود على راجح الأقوال إلى اسم المملكة الآسورية، وهي النطق الأوربي لاسم المملكة الآشورية، التي كانت عاصمتها آشور ثم كالح (النمرود) ثم نينوى، وتقع كل هذه العواصم في مدينة الموصل الحالية في العراق أو في بلاد ما بين النهرين. فقد كانت المنطقة الواقعة شرقي البحر الأبيض المتوسط كلها تابعة للإمبراطورية الآشورية (وهي أقوى وأكبر الإمبراطوريات في العالم القديم). وكان اسم الدولة الآشورية أو الإمبراطورية الآشورية يطلق على المنطقة كلها. وهي باللغة الإنجليزية Assyria. وفي العصر الحديث تم تحريف الاسم قليلاً من Assyria إلى Syria وأطلق على جزء صغير فقط من الإمبراطورية الآشورية، وهو منطقة سوريا الحالية. وقيل أيضا أن اسم سورية مشتق من اسم مدينة صور، وقيل أنه مأخوذ من الفارسية، وقيل غير ذلك. أما مصطلح الشام، وهو تسهيل للشآم بالهمز، فأصله من الجذر شأم الذي يعني أصلا جهة اليسار، ومن هذا المعنى اشتق المعنى الذي يفيد سوء الطالع، ونقيضه الجذر يمن الذي يعني جهة اليمين، ويعني أيضا حسن الطالع، فبلاد الشام هي نقيض بلاد اليمن في الاتجاه والاسم؛ وقد وردت أسباب أخرى ضعيفة في أصل التسمية منها «لأن أرضها شاماتٌ بيض وحمر وسود». وأيضا وردت أسباب أخرى كنسبة الاسم إلى شخصية سام بن نوح التوراتية. حيث تقول المصادر أن فلك نوح بعد الطوفان استقر على جبل الجودي ومن تلك المنطقة تفرق أبناء نوح، وهم سام وحام ويافث. فبقي سام في بلاد ما بين النهرين. وكان من أبنائه آشور وآرام وعيلام وأرفخشاذ ولود. الشام مقابل سورياكلمة الشام هي المقابل العربي لكلمة سوريا. فقد حدث خطأ قديم في الاسم الذي أطلقه اليونانيون على الآراميين من سكان شرقي المتوسط، وخصوصاً سوريا الحالية. فبما أن المنطقة كلها كانت تدعى الدولة الآشورية وعاصمتها نينوى، فقد أطلق اليونانيون اسم الآشوريين على جميع سكان الدولة الآشورية، سواء كانوا آشوريين أو آراميين أو غيرهم. ومن هنا حدث الخلط في التسمية بين الأجناس والأعراق المختلفة في المنطقة. ومع الفتح الإسلامي لهذه البلاد، ومن أجل التمييز، صارت الإشارة باللغة العربية كما يأتي: استعمل اسم الآشوريين في الإشارة إلى الآشوريين وبدون تغيير، بينما استعمل اسم السريان في الإشارة إلى الآراميين، علماً بأن كلمة سريان هي الكلمة التي استعملها اليونانيون القدماء في الإشارة إلى الآشوريين. فالسريان ليسوا آشوريين، بل آراميون، بينما يشير الاسم الذي يحملونه إلى الآشوريين، وهذا خطأ تاريخي. وظل النصارى من أهل الشام بعد الفتح الإسلامي يتسمون باسم سوريين. ولذلك فإنه في العصور الإسلامية الباكرة كان السوري من أهل الشام هو المسيحي بينما كان الشامي هو المسلم؛ ومن هنا جاء استخدام كلمة Syrian في اللغات الأوروبية لوصف نصارى سورية، وتحديدا السريان منهم (Syrian Christian). ولكن هذا الفرق كان قد تلاشى مع حلول القرن التاسع عشر؛ حيث كانت سوريا حينها كلمة عامة تطلق على الأقاليم العثمانية التالية (حسب تقسيمات عام 1877): وترافق تصاعد استخدام مصطلح سورية مع تضيق معنى مصطلح الشام الذي اقتصر على دمشق وما جاورها فقط، وما زال هذا الفرق باقيا في كلام أهل الشام إلى اليوم، حيث أن الشامي هو الدمشقي أما الحلبي مثلا فليس بشامي. سوريا مقابل سوريةسورْيا (بتسكين الراء وتخفيف الياء) هو اسم يستخدمه معظم العرب اليوم بدلا من مصطلح سوريّة التقليدي (بكسر الراء وتشديد الياء)، والذي لا زال استخدامه باقيا عند قطاع عريض من أهل الشام. وسورية منذ القدم عرفت وأطلق الاسم كما هو سورية، أما مصطلح سوريا بالألف بدل التاء المربوطة فليس له أثر في اللغة العربية قبل العصر الحديث؛ ويبدو أن نشوء هذا اللفظ ترافق مع الفتوى التي قالت بوجوب كتابة أسماء الأعلام الأجنبية بألف ممدودة في أواخرها، رغم أن هذه الفتوى ليس لها أصل في تاريخ اللغة العربية حيث أن كتابة أسماء الأعلام بتاء مربوطة في أواخرها هو من عادة العرب منذ القدم، بينما الكتابة بالألف المدودة هي من شيم الآراميين واليونان والرومان وغيرها من الحضارات التي مرت بسوريا عبر تاريخها الطويل. ويستخدم الدستور السوري لفظة (سورية).[14] تاريخ الشام
كانت بلاد الشام تاريخيًا كيانًا جغرافيًا وسياسيًا واحدًا، فالتقسيمات السياسية والإدارية كانت دومًا ترتكز على اعتبار هذه المنطقة كتلة واحدة لا يمكن الفصل بينها، غير أن الاحتلال البريطاني- الفرنسي واتفاقية سايكس بيكو أدت إلى تقسيم بلاد الشام (سوريا الكبرى) إلى دول صغيرة فقسمت إلى ما هي عليه الآن من سوريا ولبنان والأردن وفلسطين وبينما ترتبط سوريا ولبنان وفلسطين والأردن بعلاقات الأصل والدين واللغة والثقافة الواحدة، فإن الاحتلال الإسرائيلي حينما تم إعلان قيام دولتها المزعومة عام 1948 قوبلت بالرفض لها واعتبارها كيان دخيل ومحتل من قبل كافة الدول العربية وأغلب دول العالم. بينما تشير بعض المصادر إن هدف مؤسسي الكيان الصهيوني يتجاوز السيطرة على الشام ليصل إلى النيل في مصر غربًا والرافدين بالعراق شرقًا. وبالتالي فإن هذه المصادر تشير إلى رغبة الكيان الصهيوني في ضم كامل بلاد الشام، ومنذ سنة 1967 ضم هذا الكيان الغاصب الضفة الغربية بما فيها القدس بأكملها، وقطاع غزة ومرتفعات الجولان، إلا أن المجتمع الدولي رفض هذه الأعمال الصهيونية الارهابية واعتبرها احتلالاً وقد عملت الصهيونية وتعمل على تقويض الأمن بالمنطقة عن طريق اعمالها العدوانية، وسعى الكيان الهصيوني منذ عام 1982 إلى سنة 2000 إلى السيطرة على جنوب لبنان، إلا أن المقاومة الإسلامية في لبنان أجبرت القوات الصهيونية الجبانة على الانسحاب. العصر الرومانيالفتح الإسلاميبدأت المناوشات بين الدولة الإسلامية والدولة البيزنطية في عهد الرسول محمد خلال غزوة مؤتة واستمرت محاولات الاختراق الإسلامية خلال عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، غير أن المعارك الحاسمة وقعت في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان أهمها معركة اليرموك في آب 636، والتي هزم فيها الجيش البيزنطي هزيمة ساحقة فتحت البلاد أمام المسلمين. عبأ أبو بكر الصديق الجيوش إلى الشام في مطلع السنة الثالثة عشرة للهجرة فبعث يزيد بن أبي سفيان في سبعة آلاف إلى دمشق، وكان أول الأمراء الذين ساروا إلى الشام، وكان في جنده سهيل بن عمرو. ثم أمد أبو بكر يزيد بن أبي سفيان بأخيه معاوية بجند كثير. سار عمرو بن العاص في جيش كانت وجهته فلسطين، بينما اتجه شرحبيل بن حسنة إلى الأردن. فتحت بلاد الشام في خلافة عمر بن الخطاب سنة أربع عشرة للهجرة. افتتح دمشق أبو عبيدة بن الجراح من باب لها يقال له باب الجابية صلحاً، بعد حصار سنة ودخل خالد بن الوليد من باب شرقي بغير صلح، فأجاز أبو عبيدة الصلح في جميعها، وكتبوا إلى عمر بن الخطاب، فأجاز ما عمل به أبو عبيدة.[15] قسم المسلمون بلاد الشام إداريا إلى أربعة أجناد هي جند دمشق وجند حمص وجند الأردن وجند فلسطين، أضيف إليها في عهد معاوية جند قنسرين.[16][17][18] العهد العثمانيما بعد الحرب العالمية الأولىمع سقوط الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، قسمت سوريا إلى منطقتين حسب اتفاقية سايكس بيكو: منطقة فرنسية في الشمال سميت سوريا ومنطقة بريطانية في الجنوب سميت بفلسطين. قاوم عرب الجنوب التقسيم وتسمية فلسطين وطالبوا باعتبار اسم سوريا الجنوبية بدلًا من فلسطين، حيث أنهم اعتبروا التسمية مقدمة لسلخ الإقليم الجنوبي من سوريا وإعطائه لليهود.[19] ثم تقسمت المنطقة الشمالية مجددا في عام 1920 إلى عدة أجزاء هي دمشق وحلب والساحل وجبل الدروز ولبنان إضافة إلى الأقاليم السورية الشمالية التي سلمتها فرنسا إلى تركيا، وتوحدت هذه الأجزاء (باستثناء الأقاليم السورية الشمالية) مجددًا في عام 1936 تحت مسمى الجمهورية السورية وقامت سلطات الانتداب الفرنسي بفصل لبنان عن الدولة السورية بعد إعلان الجمهورية السورية. أما المنطقة الجنوبية من سوريا فقسمت في عام 1921 إلى منطقتين هما فلسطين وشرق الأردن. اقتطع لواء اسكندرون عام 1939 بتآمر بين الانتداب الفرنسي وتركيا. قسمت فلسطين مجددا عام 1947 إلى دولة عربية في الجليل والضفة الغربية وقطاع غزة وصولا إلى يافا، ودولة أخرى صهيونية فيما تبقى؛ وبعد نكبة عام 1948 أمست الضفة الغربية تحت حكم شرق الأردن وقطاع غزة تحت حكم مصر، بينما ذهب الجليل والسهل الساحلي والنقب إلى اليهود. وفي حزيران/يونيو عام 1967 صارت فلسطين بالكامل تحت حكم الصهاينة. التركيبة السكانيةيقدر عدد سكان بلاد الشام بحوالي الخمسين مليون تقريبا يتوزعون على أربعة دول ما بعد سايكس بيكو والدولة الرابعة ما بعد وعد بلفور محل صراع بين الصهاينة والفلسطينيين حيث قسمت فلسطين فيما بينهم ونشأت دولة الكيان الصهيوني من جهة والضفة الغربية وقطاع غزة من جهة أخرى. يقدر عدد سكان الأردن بنحو 7,008,271 (طبقا لتقديرات يوليو 2013). وبموجب إحصاءات عام 2010 فإن عدد سكان سوريا يقدر بحوالي اثنين وعشرين مليونًا ونصف بنسبة نمو طبيعي تعادل 1.9% سنويًا، أي بزيادة نصف مليون نسمة كل عام.[20] كما يبلغ عدد سكان لبنان بحسب تقدير الأمم المتحدة لعام 2008 حوالي 4,099,000 نسمة.[21] وبالنسبة لفلسطين التاريخية فقد كان عدد سكان إسرائيل حوالي 7.41 مليون نسمة وفق تقديرات عام 2008، والضفة الغربية حوالي 4,018,332 في عام 2007، وأما قطاع غزة فقُدر سكانه بحوالي 1,449,221 في عام 2009.[22] حوالي 90% من سكان سوريا هم من العرب في حين أن الأكراد يشكلون 8% من السكان، وتوزع النسبة الباقية على سائر الأقليات كالأرمن والتركمان والشركس والسريان بمختلف فروعهم، إلى جانب أقليات قومية وافدة أخرى.[23] حوالي 53.5% من مجموع السكان يقيم في المدن،[24][25] معظم الأردنيين هم من العرب المنحدرين من أصول مختلفة هاجرت إلى المنطقة على مر السنين من مختلف الاتجاهات. بالإضافة إلى ذلك، هناك الشركس الذين هم أحفاد لاجئين مسلمين هجروا نتيجة غزو روسيا القيصرية للقوقاز في القرن التاسع عشر، ومجموعة أقل بكثير من الشيشان. كذلك أيضا اعداد قليلة من السكان الأرمن. من الصعب إحصاء عدد البدو. لكن أعدادهم حاضرة في سكان الأردن كما أن هناك عددًا كبيرًا من الأردنيين ينحدرون من أصل فلسطيني، بعد أن اجبروا على ترك وطنهم بسبب حروب 1948 و1967 مع الكيان الصهيوني المحتل. منح الأردن حق المواطنة الأردنية لجميع الفلسطينيين استنادا إلى الارتباط الإداري والقانوني بالضفة الغربية الذي استمر حتى عام 1988، باستثناء بعض الفلسطينيين الذين ما زالوا يعيشون في عدد من مخيمات اللاجئين في الأردن. تقوم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) برعاية هؤلاء اللاجئين في نواحي الصحة والتعليم وقسم من الاحتياجات الغذائية. يعيش حوالي 70% من سكان الأردن في المدن (حضر)؛ بينما يشكل سكان المناطق الريفية أقل من 6% من إجمالي السكان.[26] هناك عدد من اللبنانيين في الأردن وسوريا تركوا بلادهم بسبب الحروب التي مرت عليهم من الحرب الأهلية اللبنانية وحتى حرب تموز 2006 التي شنها الكيان الصهيوني على حزب الله ولبنان. يُقدر عدد اللبنانيين المغتربين والمتحدرين من أصل لبناني في العالم بحوالي 8,624,000 نسمة، وفقا لإحصائية من سنة 2001،[27] ينتمي أكثرهم إلى الديانة المسيحية، وذلك لأن الهجرة اللبنانية أول ما بدأت من متصرفية جبل لبنان ذات الأغلبية المسيحية.[28] وفقا للأونروا، هناك 1,951,603 لاجئ فلسطيني في الأردن اعتبارا من يونيو 2008، مشكلين ما نسبته 31.5% من سكان الأردن.[29] أيضًا يوجد هنالك عدد لا بأس به من العراقيين المقيمين في الأردن كما أن هناك أعدادًا أخرى وصلت إلى سوريا، وحدث ذلك بسبب الغزو الأمريكي ولنزوحهم هربًا من الوضع السياسي المضطرب في بلادهم. ويوجد من 450,756 إلى 500,000 عراقي يقيمون في الأردن هم من لاجئي الغزو الأمريكي للعراق 2003، بحسب مصادر حكومية أردنية، منهم 31,000 فقط سجلوا أنفسهم لدى الاونروا كلاجئين، و604 طلبوا اللجوء.[30][31] حوالي 40% من السكان البالغين 22 سنة في لبنان[32] ينتمون إلى الديانة المسيحية، وهو البلد الوحيد في الوطن العربي الذي يتولى رئاسته مسيحيون بحكم عرف دستوري. ويتوزع الشعب اللبناني على 18 طائفة معترف بها،[33] اللغةاللغة العربية هي لغة الأغلبية ويفهمها معظم الأشخاص من أعراق الأخرى (مثل الأكراد والشركس والأرمن). تغير الوضع في فلسطين بعد قيام الكيان الصهيوني، حيث تغير الوضع السكاني نتيجة تهجير العرب ووصول اليهود من أوروبا ومناطق أخرى، فأصبحت واليهودية دين الأغلبية والعبرية لغتها. هناك تكون العبرية اللغة الأساسية في المناطق ذات الكثافة اليهودية والعربية في المناطق ذات الكثافة العربية. في سوريا بموجب المادة الرابعة من الدستور السوري تعتبر اللغة العربية لغة البلاد الرسمية،[34] إلى جانب اللغة العربية تنتشر اللغات الكردية خصوصًا في محافظة حلب ومحافظة الحسكة، واللغة الأرمنية في حلب وكسب واللغة الشركسية كلغة منطوقة بين أفراد هذه القوميات داخل البلاد، كما تستعمل اللغة السريانية بلهجتيها المعروفتين الشرقية والغربية خصوصًا في مناطق الجزيرة السورية، إلى جانب لهجة ثالثة أقرب إلى الآرامية القديمة منها إلى السريانية التي تعتبر تحديثًا لها، ويطلق على هذه اللهجة اسم اللهجة الآرامية السريانية وتنتشر في معلولا وثلاث قرى مجاورة إلى الشمال من دمشق،[35] وإلى جانب كونها لغة مخاطبة، فهي تستخدم كلغة طقوس في الطوائف المسيحية ذات الطقس السرياني في البلاد. كما تنتشر اللغة التركية بين التركمان.[36] لغاتهم في محيطهم الخاص.[37] يتكلم اللبنانيون اليوم اللغة العربية المدموغة بلهجتهم الخاصة المستمدة من اختلاط اللغة العربية مع الآرامية والسريانية، وبعض الكلمات التركية والفارسية.[38] كما أن معظم اللبنانيين يتكلمون أكثر من لغة منها الفرنسية والإنجليزية. كما تستعمل اللغة الأرمنية بكثرة بين اللبنانيين من أصل أرمني. وما زالت اللغة السريانية واللاتينية مستعملة في الطقوس الدينية المسيحية. وكما لبنان تفرض دراسة اللغتين الإنجليزية والفرنسية في مدارس البلاد الرسمية والخاصة، إلى جانب وجود معهد خاص باللغة الآرامية هو الوحيد من نوعه في العالم،[39] كما يوجد عدد من المعاهد الخاصة. عمومًا فإن سوريا تعتبر من البلاد القليلة التي انتدبت من قبل فرنسا ولم ترسخ فيها اللغة الفرنسية أو تعتبر كلغة ثانية وذلك بسبب سياسة الحكومات المتعاقبة بعد الاستقلال. الدينغالبية سكان بلاد الشام هم من المسلمين من أهل السنة والجماعة إلى جانب أقليات علويَّة وشيعيّة. هناك أيضًا أعداد بارزة من اليهود والمسيحيين والأكراد اليزيديين والموحدين الدروز وطوائف أخرى أصغر.[40] بالإضافة إلى ذلك، يوجد في هذه المنطقة عدد من المواقع ذات الأهمية الدينية، مثل المسجد الأقصى بالنسبة للمُسلمين،[41] وكنيسة القيامة لدى المسيحيين،[42] وحائط المبكى لدى اليهود،[43] ومقام النبي شعيب لدى الموحدون الدروز،[44] وضريح الباب لدى أتباع الديانة البهائية.[45] الإسلام هي الديانة السائدة في الأردن، وكذلك هو دين الأغلبية للعرب ولغير العرب. إضافة إلى كونه الدين الرسمي في الدولة، أكثر من 92% من الأردنيين هم من المسلمين (إحصائيات 2001)، والأغلبية الساحقة منهم يتبعون المذهب السني.[46]، وهناك حوالي 6% من المسيحيين، غالبيتهم ينتمون إلى الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، بالإضافة إلى أعداد أخرى تقدر بحوالي 2% وهي (اعداد قليلة من السكان الشيعة والدروز). الدستور الأردني يضمن حرية المعتقدات الدينية، ونظرًا لما يشهده الأردن من تنوع عرقي وديني فإنه يوفر الحرية الكاملة لمواطنيه في تشكيل النوادي الخاصة بهم والمدارس والجمعيات وأماكن العبادة. كما يكفل الحق للمجموعات العرقية في تعلم لغاتها بشكل مجاني.[47][48][49][50] تنص المادة الثانية والأربعين من الدستور السوري على أن الحفاظ على الوحدة الوطنية واجب على كل مواطن،[51] المادة الثالثة من الدستور السوري أوضحت أن دين رئيس الجمهورية يجب أن يكون الإسلام، كما نصت على اعتبار الفقه أحد مصادر التشريع الرئيسية.[52] تعتبر سوريا بلدًا متنوعًا طائفيًا، 74% من المواطنين من المسلمين ذو المذهب السنّي، في حين أن 16% من سائر الطوائف الإسلامية خصوصًا الشيعة والعلوية والدروز والإسماعيلية، أما نسبة المسيحيين فتترواح بين 10% إلى 12% باختلاف الإحصاءات، حوالي نصفهم من الروم الأرثوذكس في حين أن سائر الطوائف تشكل النصف الآخر.[53] تحوي سوريا أقل من ألف مواطن من أتباع الديانة اليهودية في دمشق وحلب والقامشلي. كانت أعداد اليهود أكبر في السابق حتى وصلت إلى ثلاثين ألفًا عام 1954 غير أنها انخفضت نتيجة هجرتهم إلى إسرائيل والولايات المتحدة خصوصًا إثر حربي 1948 و1967.[54] يوجد في سوريا أيضًا بضعة آلاف من اليزيديين.[55] لبنان بلد متنوع بشعبه، فحوالي 40% من السكان البالغين 22 سنة ينتمون إلى الدين المسيحي وتعد الكنيسة المارونية كبرى الطوائف المسيحية اللبنانية،[56] وحوالي 60% من السكان ينتمون إلى الدين الإسلامي. ويتوزع الشعب اللبناني على 18 طائفة معترف بها.[57] في المناطق الفلسطينية الإسلام هو الدين الرئيسي للأغلبية وهناك المسيحيين الفلسطينيين أيضاً، أما على الطرف الآخر فتقبع إسرائيل التي أغلبية سكانها من اليهود، كما يوجد المسيحيين والمسلمين خاصةً من عرب 48 والدروز. نمط المعيشةينقسم نمط المعيشة للشاميين إلى ثلاث طبقات[بحاجة لمصدر]:
أهمية الشام في الإسلام وفضلها وأهلها
وقال تعالى: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ) وقال تعالى: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ) وقال تعالى: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ) يقول الشعراوي – – في تفسيره: (لقد بارك الله حول المسجد الأقصى ببركة دنيوية، وبركة دينية: بركة دنيوية بما جعل حوله من أرض خِصْبة عليها الحدائق والبساتين التي تحوي مختلف الثمار، وهذا من عطاء الربوبية الذي يناله المؤمن والكافر. وبركة دينية خاصة بالمؤمنين، هذه البركة الدينية تتمثل في أن الأقصى مَهْد الرسالات ومَهْبط الأنبياء، تعطَّرَتْ أرضه بأقدام إبراهيم وإسحق ويعقوب وعيسى وموسى وزكريا ويحيى، وفيه هبط الوحي وتنزلتْ الملائكة)
وقال النبي : «الشام أرض المحشر والمنشر» صححه الألباني.
(قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) عن عبد الله بن عمرو : «بينما الناس بقباء في صلاة الصبح، جاءهم آت، فقال : إن رسول الله قد أنزل عليه الليلة، وقد أمر أن يستقبل الكعبة، فاستقبلوها. وكانت وجوههم إلى الشام، فاستداروا إلى الكعبة» صححه الألباني. عن البراء بن عازب : «صلينا مع النبي نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا، أو سبعة عشر شهرا وصرف إلى القبلة» صححه الألباني.
وقال النبي : «يوم الملحمة الكبرى فسطاط المسلمين بأرض يقال لها : (الغوطة)؛ فيها مدينة يقال لها : (دمشق)؛ خير منازل المسلمين يومئذ» صححه الألباني.
عن عبد الله بن حوالة : «يا رسول الله اكتب لي بلدا أكون فيه فلو أعلم أنك تبقى لم اختر على قربك قال عليك بالشام ثلاثا» صححه الألباني.
المسجد الأقصى
مدن بلاد الشام
أماكن دينية
معرض صورانظر أيضًا
المراجع
وصلات خارجية |