الربيع بن أبي الحقيق
الربيع بن أبي الحُقَيْق القُرَظي الخيبري، (؟؟؟ - ؟؟؟)، فارس وشاعر يهودي جاهلي من أهل خيبر. من قبيلة بني قريظة، تُوفيّ قبل هجرة النبي محمد إلى المدينة المنورة بفترة بسيطة. كان له ثلاث أولاد من أعتى أعداء الإسلام منهم كنانة زوج أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب الثاني. سيرتهكان من أسياد بنو قريظة في الجاهلية وبنو قريظة من نسل النبي هارون أخ النبي موسى، ومن أشهر شعراء اليهود العرب وأجودهم. عاصر وصاحب أحد شعراء المعلقات وهو النابغة الذبياني. ترجم له العديد من المستشرقين اليهود، ومن المؤرخين العرب أبو الفرج الأصفهاني في كتابه الأغاني.[1][2] شارك في يوم بعاث، وكان له من الأولاد الكثير، منهم؛ الربيع بن الربيع، وكنانة بن الربيع، وأبو رافع سلام بن الربيع، الذين عادوا المسلمين وأذوهم، وشاركوا في خيانتهم في غزوة الخندق، وقد كان ابنه كنانة زوج الصحابية صفية بنت حيي بن أخطب التي تزوجها النبي بعد 6 شهور من مؤتة.[1] كان من قادة معركة بُعاث (آخر معركة بين الأوس والخزرج قبل الإسلام) إذ كان قائد ورئيس فرسان بنو قريظة الذين حاربوا في صف الخزرج.[2] وقصة يوم بُعاث أن اليهود كانوا يُساعدون الأوس في حربهم مع الخزرج فلمّا عِلم بني الخزرج بذلك هددوهم بتجميع حلفائهم عليهم ومحاربتهم فوافق اليهود على عدم مساعدة الأوس فطلب الخزرج منهم ضمان لذلك وهو أن يرسلوا لهم 40 من أولادهم حتى يقتلوهم لو ساعدوا الأوس. وفي أحد الأيام قام عمرو بن النعمان البياضي سيد الخزرج بالدخول لأراضي اليهود وأمرهم بأن يتركوها للخزرج وإلا سيذبح أولادهم الأربعين فرفضوا فقام عمرو بقتل الأولاد فتحالف اليهود مع الأوس على الخزرج وحدثت معركة بُعاث. وكان بعض اليهود حلفاءً للخزرج ومنهم الربيع فاضطروا للمشاركة مع الخزرج ضد الأوس وإخوانهم من بنو قريظة وقبائل اليهود الأُخرى. فكان الربيع رئيساً وقائداً لبنو قريظة الذين كانوا حلفاءً للخزرج، بينما كان عمرو بن النعمان البياضي قائداً على الخزرج، انتهت المعركة بانتصار الأوس وحلفائهم من اليهود، وفر الخزرج من المعركة وقُتِل عمرو بن النعمان البياضي.[1] تحدي النابغة الذبياني لهروى أبو الفرج الأصفهاني بسنده أنّه في أحد الأيام أقبل النابغة الذبياني على ناقته مُتجهاً لسوق بني قينقاع، فرآه الربيع فنزل من أُطمه (يعني بيته المرتفع) ولحق النابغة، فدخلا السوق سوياً وكان السوق مليئاً عظيماً فضاق الطريق بناقة النابغة وحاصت وباصت، فقال النابغة الذبياني في ذلك: كادت تهال من الأصوات راحلتي [2] ثُمّ قال النابغة للربيع: «أجز يا ربيع!»، أي: أكمل قصيدتي يا ربيع ببيت شعر قصير ولكن بليغ، وقصد النابغة أن يتحداه ويُنافسه بالشعر الارتجالي. فأنشد الربيع: كادت تهال من الأصوات راحلتي والنفر منها إذا ما أوجست خلق[2] فقال النابغة الذبياني: «ما رأيتُ كاليومِ شعراً!»، ثم أكمل النابغة قصيدته: لولا أنهنهها بالسوط لاجتذبت ثم قال: «أجز يا ربيع»، فأنشد الربيع: لولا أنهنهها بالسوط لاجتذبت مني الزمام وإني راكب لبق فأنشد النابغة: قد ملت الحبس في الآطام واستعفت وطلب من الربيع أن يوجِز ويُكمل، فأنشد الربيع: قد ملت الحبس في الآطام واستعفت إلى مناهلها لو أنها طلق[2] فقال النابغة الذبياني له مادحاً شعره: «أنت يا ربيع أشعر الناس! [2]» ذمه لقبيلته بني قريظةذم قومه بني قريظة في إحدى قصائده التي قال فيها عن حماقتهم: سئمتُ وأمسيتُ رهنَ الفِرا شِ من جُرمِ قومي ومن مغرمِ ومن سفهِ الرأي بعد النهى وعيبِ الرشادِ ولم يفهمِ فلو أني قومي أطاعوا الحليمَ لَم يتعدوا ولم يظلمِ ولكن قومي أطاعوا الغُوا ةَ حتى تعكسَ أهلُ الدمِ فأودى السفيهُ برأيِ الحل يمِ وانتشرَ الأمرُ لم يُبرمِ[3] وهذه القصيدة كان التابعي ووالي المدينة المنورة أبان بن عثمان بن عفان دائماً ما يتمثل بها ويرددها لم فيها من حكمة.[2] معاتبته للأوس والخزرجحصلت له مشكلة مع بعض الأوس والخزرج يوماً، فقال معاتباً لهم: رأيت بني العنقاء زالوا وملكهم وآبوا بأنف في العشيرة مرغم فإن يقتلوا نندم لذاك وإن بقوا فلا بد يوماً من عقوق ومأتم وإنا فويق الرأس شؤبوب مزنة لها برد ما يغش مِ الأرض يحطم[2] قصائدهلا يُعرف من قصائده إلا القليل عددها 15 قصيدة ما بين طويلة وقصيرة وبعضها من بيت واحد فقط. منها قصيدة في الفخر، وهيَ: إذا ماتَ منَّا سيِّدٌ قام بعده له خلَفٌ بادي السِّيادةِ بارعُ من أبنائنا والغصن ينضُر فرعُهُ على أصله والعِرق للمرءِ نازعُ وإنَّا لتغشانا الجدوبُ فما نُرَى تُقَرِّبُنا للمُدنياتِ المطامعُ[4] ومن ذوات البيت الواحد قوله: تَنفي السُّرى وجياد النبل تتركهِ مِن بين مُنقَصِفٍ كسراً ومفلولِ[5] وأيضًا قوله: رُبَّ عمٍّ لي لو أَبصَرتَهُ حَسَنِ المِشيَةِ في الدّرعِ الزعَف[6] ومن أطول قصائده قصيدة ألا من مبلغ الأكفاء عني: ألا من مُبلغُ الأكفاءِ عنِّي فلا ظُلمٌ لديَّ ولا افتراءُ فلستُ بغائِظِ الأكفاءِ ظُلماً وعندِي للملاماتِ اجتزاءُ فلم أرَ مثلَ مَن يدنو لخَسفٍ لهُ في الأرضِ سيرٌ واستواءُ وما بعضُ الإقامةِ في ديارٍ يُهانُ بها الفتى إلا عناءُ وبعضُ القولِ ليسَ لَهُ عناجٌ كمخضِ الماءِ ليسَ له إناءٌ وبعضُ خلائقِ الأقوامِ داءٌ كداءِ الشُّحِّ ليسَ لَهُ دَوَاءُ وَبَعضُ الداءِ مُلتمسٌ شِفاءً وداءُ النوكِ لَيس له شِفاءُ يحبُّ المَرءُ أن يَلقى نَعيماً ويأبى اللهُ إلا ما يَشاءُ ومَن يكُ عاقِلاً لم يَلقَ بُؤساً يُنخ يَوماً بساحتِهِ القَضاءُ تُعاوَرُهُ بناتُ الدهرِ حتَّى تُثَلِّمُهُ كما ثُلِمَ الإِناءُ وكُلأُّ شدائِدٍ نَزَلَت بحيٍّ سَيأتي بَعدَ شدَّتِها رَخاءُ فَقُل للمتقي عرضَ المنايا توقَّ فليسَ ينفعُكَ اتقاءُ فما يُعطي الحريصُ غنىً بحرصٍ وقد يُنسى لدى الجُودِ الثَراءُ وليسَ بنافعٍ ذا البُخلِ مالٌ ولا مُزرٍ بصاحبهِ الحباءُ غنيُّ النفس ما استغنى بشيءٍ وفقرُ النفسِ ما عَمَرت شَقَاءُ يَوَدُّ المرءُ ما تفِدُ الليالي كأن فناءهُنَّ له فَناءُ[7] ومن قصائده: ترمي إلي بأطرافِ الهوانِ ومَا كانت رِكابي بهِ مرحولةً ذُلُلا فسوفَ تعلمُ إما كنتَ تجهلُهُ من خفَّ يومئذٍ في الوزن أو ثَقُلا وسوفَ تعلمُ يومَ الرَّوع ما حسبي إذا الذي كُنتَ ترجو خامَ أو خَمَلا أنا ابنُ عمِّكَ ما نابتكَ نائِبةٌ ولستُ مِنكَ إذا ما كعبكَ اعتدلا[8] وقوله أيضًا: سائِل بنا خابِرَ أَكفائِنا والعِلمُ قد يُلفى لدى السائِلِ لسنا إذا جارت دواعي الهوى واستمعَ المنصِتُ للقائِل واعتلجَ القومُ بألبابِهِم بقابلِ الجورِ ولا الفاعِلِ إنا إذا نحكمُ في ديننا نرضى بحكم العادلِ الفاصِلِ لا نجعلُ الباطلَ حقَّاً ولا نلظُّ دونَ الحقِّ بالباطِلِ نَخافُ أن تسفَهَ أحلامُنا فنخمُلَ الدهرَ مع الخامِلِ[9] وقوله أيضًا: من مبلغٌ فِتيانَ قَومي رِسالَةً فلا تهلِكوا فَقراً على عِرقِ ناهِق فإنَّ بهِ صَيداً غزيراً وهجمَةً طِوال الهَوادي بائناتِ المَرَافِق نجائِبَ عيديٍّ يكون بُغاؤُهُ دعاءً وقد جاوزنَ عُرضَ الشَقائِقِ[10] ومن قصائده: أذلك أم ضرسٌ من النخلِ مُترَعٌ بوادي القُرى فيه العيونُ الرواجِعُ له سعفٌ جَعدٌ وَليفٌ كأنَّهُ حواشي بُرودٍ حاكَهُنَّ الصَوانِعُ إذا مات مِنّا سيِّدٌ قامَ بَعدَهُ لَهُ خَلَفٌ يَكفِي السيادةَ بارِعُ من ابنائِهِ والعِرقُ يَنصُرُ فَرعَهُ على أصلِهِ والعِرقُ للعِرقِ نازعُ[11] ومن ذوات البيت الواحد: فلا تُكثِر النَّجوى وَأنتَ مُحارِبٌ تُؤامر فيها كُلُّ نكسٍ مقصِّر[12] ومن قصائده القصيرة: دورٌ عَفَت بِقُرَى الخابُورِ غَيَّرَها بعدَ الأنيس سَوافي الرِّيح والمَطَرُ إن تُمسِ دارُكَ ممن كان يَسكُنُها وحشاً فذلكَ صَرَفُ الدهرِ والقَدَرُ وقد تَحِلُّ بها بيضٌ ترائِبُها كأنَّها بينَ كُثبانِ النَّقا البَقَرُ[13] وأيضًا: قليلٌ غناؤُهُمُ في الهياجِ إذا ما تنادوا لأمرٍ شديد وأنتُم كلابٌ لدى دُورِكُم تهرُّ هريرَ العقورِ الرصُود وأنتم ظاربيُّ إذا تجلسونَ وما إن لنا فيكم من نديد وأنتم تيوسٌ وقد تُعرفونَ بريحِ التيُوسِ وقُبحِ الخُدُود[14] وصلات خارجيةمراجع
مراجع إضافيّة
|