لهجة جزائرية
اللهجة الجزائريّة (باللهجة الجزائرية: دّْزِيرِيَّة) وَأيضًا الدارجة الجزائرية وَالعاميّة الجزائرية هي لغة التواصل المشترك الأساسية في الجزائر وَاللغة الأم لمعظم الجزائريين.[1] تعتبرُ مزيجًا من العربية وَالأمازيغية وَالفرنسية، بالإضافة إلى بعض التأثيرات من التركية وَالإسبانية وَالبونيقية وَاللغة الرومنسية الإفريقية.[2] تصنف كلهجة عربية مرفقة بمجموعة اللهجات العربية المغاربية مع المغرب وتونس وليبيا. تصريفها، ونحوها، واللفظ ومعجمها مختلف نوعا ما عن أدبية اللغة العربية المتعارف عليها. نشأت العربية الجزائرية في القرن الثامن ركيزة على اللغة العربية، وإلى حد أقل الأمازيغية والبونيقية[3] واللاتينية.[4] تم إثراءها أكثر من خلال لغات القوى الحاكمة التي أثرت في هذه المنطقة في القرن السادس عشر، خاصة التركية العثمانية والإسبانية والفرنسية.[5] ويقدر عدد الناطقين بهذه اللغة أكثر من 40 مليون في الجزائر (31 مليون كلغة أولى) ومليون شخص في الخارج، وبين الشتات، خاصة في فرنسا وكيبيك وبلجيكا، المملكة المتحدة وإسبانيا. مَنْ يْبَاتْ يْرَاعِـي الآحْبَابْ آشْ هِـيَّ حَالْتُه وَ دْمُوعُه عْلَى الْخَدْ شِي غْزَايَـرْ لاَ حْنِيـنَ وَ لاَ رْحِيمْ يَــعْـــلَمْ آشْ بِـيَّ حَالْتِي حَـالَةْ مَنْ لَبْـدَا يْبَــــاتْ سَـاهَـرْ يَا حَمَـامْ أَعْـلاَ لـِي وَاعْمَـلْ جْمِيلْ ڢِيَّ بَـلَّغَ سْـلاَمِي يَا الْوَرْشَــــانْ لَلْجَــــزَايَـرْ آشْ حَالَةْ مَنْ غَابُوا عْلِيهْ وْجُوهْ الآحْبَابْ آشْ مَنْ زَهْوْ بْفَى لُه مَـنْ بَعْدْ زَهْوْهُمْ وَحْشْهُــمَ تْـــرَدَّدْ خَلاَّ دْمُــوعْ زرَّابْ كِيڢْ نَــهْنَى وَ الْفَلْبَ رْهِيــنْ عَـنْـدْهُمْ كُلْ يَـومْ أَنْـــغَرَّدْ ونْـفُـولْ آهْ مَنْ صَابْ في الْمْنَـامَ نْــرَاهُمْ وَ نْــرَى خْيَـــالْهُــــمْ تنوع لغوي ولهجات الجزائردخلت اللّغة العربية إلى الجزائر بقدوم الفتح الإسلامي للمغرب، كانت قبلها الأمازيغية والبونيقية سائدة. فلما دخل الأمازيغ (البربر) الإسلام واختلطوا بالناطقين بالعربية لغة الدين والديوان (الحكم)، نالها شيء من التغيير - كما في لهجات أخرى كثيرة - لأن ألسنة الأمازيغ لم تتعود على الأصوات العربية والنطق بها، كما أن العرب لم تتعود النطق بالأمازيغية، مما أدى إلى تأثر اللغة العربية في هذه المنطقة (وفي المناطق الأخرى) باللغة المحلية، فتبنت كثيرا من كلماتها وحتى من قواعدها النحوية. نسبة استحالة (تغيّر) اللغة العربية في الجزائر تعادل نظيرتها في جميع أنحاء الدول الناطقة بالعربية. وتُقاس (في علم اللسانيات) بالابتعاد الزمني عن المورد (اللغة الأم) أكثر بكثير مما تقاس بالاحتكاك مع لغة أخرى· ويقول ابن جني: «اعلم أن العرب تختلف أحوالهم في تلقي الواحد منها لغة غيره، فمنهم من يحف ويسرع فيقول ما يسمع، ومنهم من يستعصم فيقيم على لغته البتة، ومنهم من إذا طال تكرار لغة غيره عليه ألصقت به ووجدت في كلامه»[7] وهذا ما حدث في لغة الجزائري من تأثير وتأثر بين العرب والبربر. يقول الرحالة المقدسي (توفي 380هـ) عندما نزل بالمغرب في القرن الرابع الهجري عن لسان الأندلس والسائد في الحواضر الإفريقية: «ولغتهم عربية غير أنها منغلقة مخالفة لما ذكرنا في الأقاليم ولهم لسان آخر يقارب الروميّ.»[8] يذكر المقدسي لهجة شمال أفريقيا والأندلس، أنّها لغة منغلقة مخالفة لبقية الأقاليم التي زارها، كما أن بها مخالطة للسان الروم، في حين يذكر أن لسان غالب البوادي كان لسان البربر. وبصم الاستعمار الإسباني في سواحل الغرب الجزائري أثرًا واضحًا في اللهجة الجزائرية، ومن بعده الاستعمار الفرنسي للجزائر. ورغم الصراع والمقاومة لرد سياسة فرنسا في محو الشخصية من تقاليد ودين ولغة إلا أّنه نجح على مدى عدة أجيال في جعل الجزائريين يتعاملون في حياتهم اليومية باللّغة الفرنسية، وذلك لأسباب عديدة، منها:
فسادت بذلك اللّهجات المحّلية مع الفرنسية كلغة مشتركة وكانت هذه سياسة فرنسا اللّغوية. ولذلك استمت اللّهجة الجزائرية بالدخيل الفرنسي، واستعمال كلمات أجنبية من بقايا الفرنسية التي ما زالت حية في الدارجة. وشملت عملية التأثر اللّغة الفرنسية أيضًا وكثيرا من اللّغات العالمية التي تأثرت بالسامية، فقد قدم « بيار جيرو »[9] قائمة طويلة من كلمات عربية دخلت الفرنسية في عصور مختلفة. مع إقامة الدليل العلمي في المعاجم الفرنسية. كما أن للتجاور المكاني دوره في التبادل الثقافي بين الشعوب المتجاورة، وما يتركه ذلك من آثار في لغاتهم فلا تلبث أن تصبح ظواهر لغوية تميز إقليما تمييزا لغويا عن غيره، وتأخذ دور الاقتراض اللّغوي[10] اّلذي يتجاوز الألفاظ إلى الصيغ والتراكيب. وبهذا وصف سوسير اللّهجة الواحدة بالتميز والتفرد حيث يقول: "ولكل لغة لهجاتها وليس لواحدة منها السيادة على الأخريات.(وهي في العادة متفرقة مختلفة). لهجاتتتميز اللهجة العربية الجزائرية بعدة تشكيلات إقليمية تنتمي إلى مجموعتين مختلفتين: لهجات ما قبل الهلالية «حضرية» المتأثرة باللهجة لأندلسية، واللهجات الهلالية «بدوية». لهجات هلاليةتنتمي اللهجات الهلالية الجزائرية إلى ثلاث مجموعات لغوية:[11]
تستند الكوينيه الحديثة، الحضرية والوطنية، بشكل رئيسي على اللهجات الهلالية. اللهجات المختلطة والتي تحمل صفات ما قبل وبعد الهلالية، نتيجة تعرب سكان التل بشكل عام وتكون موجودة في السهول الساحلية. تشمل هذه المجموعة لهجات ولايات قسنطينة، الجزائر، البليدة، عنابة، سكيكدة، الشلف، المدية، عين الدفلى، بومرداس، وهران، مستغانم وغليزان. لهجات ما قبل الهلاليةتصنف اللهجات العربية قبل الهلالية بشكل عام إلى نوعين أنواع: الحضرية و"القروية". يتم التحدث بالعديد من اللهجات ما قبل الهلاليية في الجزائر:
قائمةمستوى لغويالظواهر اللغوية للهجة العربية الجزائرية مرتبطة بالعربية المعيارية، وبالدخيل التركي أو الفرنسي أو الإسباني وغيره باعتبار أن العربية الجزائرية هي لغة قائمة بذاتها؛ بنظامها الصوتي، والصرفي والتركيبي والدلالي وقدرتها على التعبير. مستوى صوتيإبداليتجلى الإبدال في الاختلافات التي تبدو من تغير الأصوات، فتختلف بنية الكلمة ومعناها. والإبدال «وهو جعل حرف مكان حرف آخر مع إبقاء سائر أحرف الكلمة» [15]، ويشترط فيه أن يتقارب الصوتان مخرجا أو صفة[16] أي في المخرج أو يتحد في الصفة ماعدا الأطباق (سراط - صراط) وهو ظاهرة تكشف عن أوجه التشابه والاختلاف بين اللّغات. الإبدال بين السين والصاد مثل: سارة ← صارة، وبين القاف والكاف وڨ (/ɡ/) مثال: قلت لك، ڨلت لك، كلت لك، وإبدال القاف همزة مثل: قالك ← آلك. إبدال الهمزة بمد يوافقها: جئت ← جيت، مؤمن ← مومن، بئر ← بير، قراءة ← قراية، ويسمى في اللّغة بباب «الهمز والهت والضغط والنبر».[17] وإبدال الهمزة عينا والعين همزة، وهي ما تسمى بالعنعنة؛ عندما تبدل الهمزة عينا: فتنطق بعض اللهجات قرآن قرعان؛ آذان - عذان. وحرف العين هو حرف حلقي، متوسط بين الشدة والرخاوة عند سيبويه، وهو صوت حلقي احتكاكي مجهور عند المحدثين.[18] وقد تتحور العين همزة كما في بعض الألقاب تماشيا مع اللّغة الفرنسية. إبدال الذال والظاء والضاد دالا: ومثال على ذلك: هذا ← هدا، بيض ← بيد، ظلمة ← دلمة، حيث وقع الإبدال بينهما من الناحية الصوتية؛ فالدال صوت سني انفجاري، والذال تنطق بين الثنايا، وهو احتكاكي مجهور، ويشتركان في الانفجار.[18] كما أن الظاء تخرج من الثنايا وهو حرف إطباق؛ أي تقعر اللسان إلى أسفل في مقابل الحنك الأعلى فيحدث رنين أو تفخيم[18]، والضاد إطباقي أيضا، وتتمايز اللهجات المحلية في نطق الذال والظاء والضاد (في مثل ضرب وضوء) فمنهم من يغلّظها حتى تماثل الدال المفخمة ومنهم من يقلب الضاد ظاء. إبدال الثاء تاء مثل: ثلاثة ← تلاتة. والإبدال بين التاء وط مثل: تبسي ← طبسي، طريق ← تريق، الميم والنون مثل: متاع ← نتاع، قسنطينة ← قسمطينة. والجيم زاي مثال: جكارة ← زكارة، عجوزة ← عزوزة. الإبدال بين النون واللام، مثل: زلزلة ← زنزلة، سلسلة ← سنسلة، فنجان ← فنجال، باذنجان ← باذنجال. صوائت صوامتأصوات اللغة العربية نوعان، صامتة وصائتة وهي تختلف نطقا وسمعا وهي غالبا ما يصيب التغيير كلا النوعين. أمّا الصامت فتتغير بإحلال صوت محل صوت آخر يشبهه في المخرج، كنطق الذال دالا في الدارجة، وكثير من اللهجات العربية. وأما الصوائت فتتغير بتحويل الصائت القصير إلى صائت طويل أو العكس أو إبدال الفتحة بكسرة وهذا يندرج ضمن الإمالة.
إن نطق الصوائت يقوم على شكل ممر الهواء المفتوح فيما فوق الحنجرة، فالصائت هو صوت مجهور لا يسمع له انفجار أو احتكاك[18]، والصوائت هي الكسر والضم والفتح وهي قصيرة، والواو والياء والألف وهي طويلة وهي أصوات مد ولين أيضا، الكسر والضم؛ كسر حرف المضارعة. وفي المقاطع الممدودة في بعض الأفعال عند التصريف. فونولوجياصوتيات الألفبائية الصوتية الدولية مترجمة في هذه المقالة: 27 حرف ساكن (صامت):
6 حروف مصوتة (صائتة): 3 مصوتة طويلة:
3 مصوتة قصيرة:
بالإضافة إلى schwa، تحل محل /e/ في بعض المواضع، على سبيل المثال، أنتَ /ənte/ يمكن القول إن واحدة من أبرز سمات اللهجات المغاربية، بما في ذلك الدارجة الجزائرية، هي انهيار الحروف المصوتة القصيرة في بعض المواقف: اللغة العربية الفصحى: كِتاب (kitab)، في الدارجة: كْتاب / ktæb /
يتم تبسيط الكلمات العربية القياسية التي تحتوي على ثلاثة مقاطع:
الدارجة الجزائرية غنية بشكل خاص في أصوات اللهوي، الحلقي، والبلعمة ("الساكن المتماسك"). تعتبر الأصوات فوق الصوتية والتأكيدية عمومًا هي: q، x (ق)، و (ض) ṣ، ḍ ﷺ، وṭ (تْس) على التوالي. الغير المشدد ر / r / والمشدد رّ / rˤ / هما صوتان منفصلان تمامًا، لا يتناقضان أبدًا تقريبًا في الأشكال ذات الصلة للكلمة.
مستوى صرفي
مستوى نحويالمستوى النحوي في الدارجة الجزائرية لا يخرج عموما عن النحو العربي، لكن أيضا يوجد بعض التحريفات بنية الدارجة بالنسبة للعربية المعيارية:
وأحيانا على وزن «فَاعِل» كـ: قرا ← قاري، شرب ← شارب
(مع فتح الفاء وتسكين العين).
مستوى دلالييتصل هذا المستوى بالمفردات ودلالاتها، وتنوع معانيها من منطقة لأخرى، بل حّتى في المنطقة الواحدة، وقد نشأ عن هذا التنوع المشترك والمتضاد والترادف وعرف ذلك قديما في لغات القبائل، كما تتصف بعض الألفاظ بالانتقال أو المجاز في معناها تخصيصا أو اتساعا. ومن مفردات الدارجة الجزائرية ما نجد أصوله عربية، أو بربرية، أو بونيقية، أو أندلسية، أوعثمانية وإسباني أو فرنسي، أو غيرها من اللغات. معاني المفردات ودلالتها جاءت بسبب مواقف اجتماعية مركبة حيث أن اللغة ظاهرة اجتماعية، يغلب على معجم الدارجة المفردات العربية وأحيانا بدلالات مختلفة عن الأصل؛
مفرداتاختلافات محلية في الدارجة الجزائريةيوجد هناك اختلاف على المستوى المحلي في الدارجة الجزائرية، ويلاحظ هذا الاختلاف تحديدا في المناطق القريبة من الحدود (المغرب وتونس)، سواءا في القواعد أو المفردات.
تأثرث بعض اللهجات باللهجة الأندلسية التي أدخلها اللاجئين الأندلسيين، بما في ذلك اللهجات الحضرية. مثل كل دول العالم، الدارجة الجزائرية تختلف من منطقة إلى أخرى. وهنا بعض الكلمات والاختلافات من منطقة إلى أخرى، إلا أن هناك اختلافات أيضا على مستوى المنطقة الواحدة، يشير الجدول أدناه فقط إلى الكلمة المسيطرة على المنطقة.
كلمات استجوابيةمعظم الكلمات الإستفهامية الجزائرية مكونة من كلمتين مركبتين، «آش» والتي تعني "ماذا"، تسبقها (أحيانا تليها) كلمة متعلقة بماهية الإسفهام؛ (مثال: وقت + آش = وقتاش).
أشكال التأدب
أيضا
كلمات من أصل غير اللغة العربيتستمد مفردات اللهجة العربية الجزائرية إلى حد كبير من اللغة العربية. ولكن الكلمات من أصل غير عربي كثيرة، وخصوصا ذات الأصول من الأمازيغية، أو أمازيغية تم تعريبها. بالإضافة لهذا، مؤخرا الكلمات من أصل فرنسي أو فرنسية معربة أصبحت تستعمل أكثر ويتحدث بها بشكل يومي في الجزائر، وخاصة في المدن الكبيرة. كلمات جزائرية من أصل أمازيغي
كلمات جزائرية من أصل لاتيني
كلمات جزائرية من أصل عثماني
كلمات جزائرية من أصل إسباني (معظمها في الغرب)
عبارات شائعة (مفيدة)
أمثلة على المفردات
أشهرأسماء الشهور الجزائرية هي تعريب للأسماء باللغة الفرنسية:
الأرقام
العطف، النصب والجر
ضمائر وتصريف الافعالقبل كل فعل، وفي معظم الاوقات، يُستعمل «فعل مساعد» (ما يسمى بالإنجليزية auxiliary)؛ تصريف الفعل «دَّار» (فَّعل) و/«لعب»:
النفيأداة النفي: ماشي (من: ما.. شيء)، مُوش:
أسلوب آخر للنفي:
يتم نفي الفعل بإلحاقه زائدة محيطة هي « ما » قبل الفعل، و« ش » لنهايته:
أيضا في «الفعل المساعد»:
وتستخد أيضا كلمات نافية أخرى (والو..) في تركيبة مع « ما » للتعبير عن أنواع أكثر تعقيدا من النفي ويتم الإستغناء عن « ش »:
أو عند نفي فعلان متتاليان (أو أكثر):
الإستجواب
أسماء إشارة
هآني (ها أنا)، هاهُو، هاهِي، هاهم ظرف مكان
مصادر
مراجع
انظر أيضًا |