البليدة
مدينة البُلَيْدَة[4] (باللهجة المحلية: بْلِيدَة)، وتلقب كذلك باسم مدينة الورود، هي مدينة جزائرية ومركز ولاية البليدة، أسسها الأندلسيون في القرن السادس عشر بعد خروجهم من الأندلس.[5] مدينة البليدة مدينة سهلية مدينة الخضار والسهول المتنوعة وبها الكثير من مزارع الفواكه. ولها جبل كبير يسمى الشريعة الواقع بجبال الأطلس البليدي، وهو كالردء لها من أي عدو قادم من الصحراء. وفي المدينة آثار قديمة وبها مقابر للمسلمين وللنصارى البائدين واليهود. و البليدة معروفة بمدينة الورود لكثرة الورود والحدائق فيها التي جلبها سيدي الكبير المعروف في المنطقة من اسبانيا. و تزدهر البليدة بالصناعة التقليدية خاصة الطرز على القماش والملابس التقليدية وصناعة تقطير ماء الزهر الطبيعي ومربى البرتقال لكثرة تواجده في المنطقة حتى في وسط المدينة ويلاحظ انتشار أشجار الياسمين الأبيض المتدلية من أسوار الأبنية والمنازل ونباتات زهرية عطرة متنوعة خاصة الريحان ومشهورة بأكلاتها الشعبية الطيبة كـ«الحَمَّأمة» وهو عبارة عن كسكس مصنوع بعصير الأعشاب الطبية العطرة كالزعتر والحلحال....إلخ وتشتهر البليدة بمساجدها العتيقة كمسجد العتيق وابن سعدون ومسجد الكوثر الذي كان كنيسة في فترة الاستعمار الفرنسي ومشهورة بروادها الكبار من المجاهدين كبونعامة جيلالي والحطاح محمد. أصل التسميةكلمة «البليدة» هي تصغير الكلمة العربية «بَلْدة».[6] الجغرافياالتضاريستقع مدينة البليدة عند سفح المنحدر الشمالي للأطلس البليدي وجنوب سهل متيجة على ارتفاع 260 متراً. المناختحمي سلسلة جبال الأطلس التلي البليدة من الرياح الجنوبية الجافة، هذه الحماية تمنح المنطقة مناخاً متوسطياً جيداً للزراعة.[7]
الموقعتقع المدينة على بعد 47 كم جنوب غرب الجزائر العاصمة، و26 كم شمالاً من المدية، أي في الحدود الجنوبية من سهل متيجة بعيداً عن البحر المتوسط بـ 22 كم. اتسعت رقعة المناطق الحضرية في البليدة مشكلة المناطق التالية: أولاد يعيش، الصومعة، بوعرفة، قرواو، بني مراد.[9] تجمعات البلدية
تطور عدد السكانالتطوراتبحسب التعداد العام للسكان لعام 2008، يقدر عدد سكان المنطقة الحضرية للبليدة بحوالي 331,779 نسمة، بينما يبلغ عدد سكان بلدية البليدة 163,586 نسمة مقابل 116,949 عام 1977.
هرم الأعمارتوزيع عدد سكان البلدية حسب الفئات العمرية عام 2008:
التاريخفي العهد العثمانيتأسست مدينة البليدة في القرن السادس عشر على يد أحمد سيدي الكبير سنة 1535 [13][14] بمشاركة المسلمين الأندلسيين الذين استقروا في «الوريدة» (الاسم الأول للبليدة) ثم حولوا الأراضي غير المزروعة إلى بساتين بفضل غرس أشجار البرتقال وفن الري. كما أنهم أدخلوا إلى المنطقة فن التطريز على الجلد. تنسب الأسطورة المحلية سيد أحمد بن يوسف الملقب بـ«الكبير» إلى الأصول الأندلسية، لكنه في الأصل من الصحراء الغربية. بناءً على طلب خير الدين بربروس، الذي وفر الموارد المالية اللازمة لخزائن إيالة الجزائر، أنشأ نواة مدينة البليدة لاستيعاب اللاجئين الأندلسيين. وبحسب التقليد الشفهي صرخ وهو يتأمل المدينة: «أَسْمَوْكِ «البليدة»، وأنا أسميك «الوريدة»» (تصغير كلمة «وردة»). تحت الحكم العثماني، كبرت المدينة، وأصبحت مكانًا للراحة والحنين للحكام الأتراك في الجزائر العاصمة. قام العثمانيون ببناء أبواب ضخمة في كل من المداخل:
هذه الأبواب لم تعد موجودة إلى يومنا هذا. كما تعرضت المدينة لزلازل متكررة. في عام 1817، قتل وباء الطاعون 70 إلى 100 شخص يوميًا لمدة عام. في مارس 1825، دمر زلزال المدينة مما تسبب أيضًا في عدد كبير من الضحايا بين سكانها. في عهد الاستعمار الفرنسيسيطرت القوات الفرنسية على البليدة عام 1839، بعد تسع سنوات من بدء احتلال الجزائر عام 1830، وبعد محاولات عديدة للاحتلال. قاموا ببناء ثكنات عسكرية كبيرة، مما جعل البليدة مدينة حامية للجيش الفرنسي طوال فترة الاستعمار الفرنسي. بلغ عدد سكانها 61600 نسمة في عام 1950. وهي المدينة الثانية لعمالة الجزائر. دمره زلزال عام 1825، أعاد الفرنسيون بناء البليدة وفقًا للتخطيط المصبعي الحديث (الشوارع بزاوية قائمة ومنازل منخفضة). على أبواب المدينة، تم إنشاء ثلاث قرى استيطانية:
في عام 1848، تم تأسيسها كبلدية أما في عام 1867، دمر زلزال آخر المدينة. بعد الاستقلالبعد الاستقلال، أصبحت البليدة، التي كانت دائرةً سابقةً لعمالة الجزائر الفرنسية، عاصمة الولاية عام 1974. وأصبحت، بطريقة ما، عاصمة متيجة. ومع ذلك، وبسبب قربها من منطقة العاصمة الجزائرية، تعمل البليدة كالجزائر العاصمة الثانية. تستوعب الوظائف والتجهيزات التي لم تجد مكانًا في العاصمة. ويضم جامعة والمركز الوطني للصيانة التابعة لشركة سوناطراك ومناطق سكنية جديدة تهدف إلى استيعاب السكان الذين تجذبهم العاصمة. بعد الاستقلال، شهدت المدينة نزوحًا ريفيًّا كبيرا. وقد انتقلت من تاسع أكبر مدينة في البلاد عام 1954، إلى المرتبة الخامسة عام 1977، والسادسة عام 1987، والخامسة مرة أخرى عام 2008. وقد صاحب هذه الزيادة الديموغرافية مشاكل في السكن، على الرغم من المشاريع السكنية الكبيرة التي نفذتها الدولة. أثار الدفع الحضري الاندماج في النسيج الحضري مع القرى الاستعمارية القديمة وتوسيع السكن غير القانوني. الاقتصادصناعةفلاحةخدماتسياحةمواصلاتيخدم المدينة:
الثقافةمدينة الفن والتقاليد، ترحب البليدة بالموسيقى العربية الأندلسية، وترتبط بـ«صنعة» الجزائر العاصمة، لكنها تدعي «الاستقلال الذاتي» النسبي. حافظت البليدة على العديد من الحرف التقليدية مثل تقطير ماء الزهر والتطريز على القماش وأعمال النحاس. تشتهر المدينة بصناعة الحلويات التقليدية الجزائرية. تركت الفترة العثمانية بصماتها على السكان المحليين. من التخصصات الموروثة من الأتراك: التشاراك، والبقلاوة والقطايف. تتميز حلويات البليدة أيضا بشكلها الفني، فقد شهدت المدينة انتشار محلات الحلويات التقليدية. التراثأعطيت النواة الحضرية الأولى مسجد يقع في ما يعرف الآن بساحة 01 نوفمبر التي يسميها البليديون «ساحة التوت». تم تحويل هذا المبنى الديني إلى ثكنات، ثم مستشفى وكنيسة وأخيراً مدرسة، قبل أن يتم هدمه ليصبح ساحة السلاح (بالفرنسية: Place d'arme). تم بناء مؤسستين أخريين، فرن وحمام تقليدي من قبل قوة عاملة تم تجنيدها من اللاجئين الأندلسيين من أوليبة (تقع في إسبانيا حاليًا). ضريح سيدي أحمد الكبير، الذي يقع في المقبرة بالقرب من وادي سيدي الكبير، على بعد 3 كيلومترات جنوب المدينة، حيث دفن الولي الصالح للبليدة وابنيه. من بين المساجد الأربعة المتاحة للمدينة قبل الاستعمار الفرنسي، تم تحويل أحدهم إلى كنائس كاثوليكية، وتحول أحدهم إلى ثكنات، وترك الباقي للمسلمين. مساجد ابن سعدون (اكتملت في نهاية القرن التاسع عشر) والحنفي (أقيمت عام 1750)، بناها الأتراك. تم تحويل مسجد بابا محمد، الذي تقع عند مدخل باب الجزائر، إلى ثكنة لإيواء العسكريين. حي الدويرات، كما يسمى أيضًا حي أولاد السلطان، هي أقدم حي في البليدة، ومعظم منازلها مبنية على الطراز المغاربي. لقد تدهور الحي بشكل عميق.
منشآت قاعديةدينيةالتعليملولاية البليدة جامعتان والعديد من معاهد التكوين المهني والمؤسسات التربوية. في 8 سبتمبر 1981، فتحت أبواب المركز الجامعي للبليدة. عند الدخول الجامعي التاريخي، بلغ عدد الطلاب المسجلين 526 طالبًا، وبلغ عدد المدرسين 57 مدرّسًا، بما في ذلك 17 أجنبيًّا. أصبح المركز الجامعي في أغسطس 1989، جامعة البليدة. سميت باسم «جامعة سعد دحلب» تكريما للمناضل سعد دحلب، وهي جامعة وطنية عمومية، وتقع في بلدية أولاد يعيش على طريق الصومعة. في الآونة الأخيرة، تم بناء قطب جديد آخر للجامعة على مستوى مدينة العفرون، مع وجود العديد من الكليات والأحياء الجامعية. في عام 2013، تم تقسيم جامعة البليدة إلى جامعتين 1 و 2. ورثت جامعة البليدة 1 من جامعة البليدة السابقة موقعها على طريق الصومعة واحتفظت باسم سعد دحلب وبعض الكليات. تقع جامعة البليدة 2 المسماة باسم النقيب السابق في جيش التحرير الوطني «لونيسي علي»، في موقع العفرون وقد ورثت نصف كليات الجامعة الأولى. الصحةتحتضن مدينة البليدة عدة مستشفيات ومراكز صحية، أهمها:
رياضية
الرياضةأندية
أعلام المدينة
معرض الصور
وصلة خارجيةالمصادر
|