محمد هاشم التتوي
شيخ الإسلام المخدوم محمد هاشم بن عبد الغفور بن عبد الرحمن التتوي السندي من العلماء البارزين والأدباء البارعين، كان معروفا في الحديث، والتفسير، التاريخ، والسيرة، والشعر والأدب، أصله من السند ولكن طار صيته في العالم كله فريدا في مجالاته. كان أحد أوائل المترجمين للقرآن في اللغة السندية.[1] ألف الكتب في اللغة العربية والفارسية والسندية، كتب كتبا كثيرة في القرآن والتفسير والحديث والفقه والعقائد وأركان الإسلام وغيرها من الموضوعات التي تتعلق بالإسلام خاصةً، تقدر مؤلفاته من نحو خمسين ومائة إلى ثلث مائة قريبًا، بعض كتبه القيمة يدرس في الجامعة الأزهر في مقررات دراساتها، ولّاه قاضي القضاة غلام شاه حاكم كلهورا على مدينة تتا في عهدہ، أنه أرسل المكتوبات إلى الحاكم لإنهاء البدع والرسوم وأصدر المامورات، دخل كثير من الناس في الإسلام بعد ما سمعوا مواعيظه وخطباته ودروسه.[2] قد توجد كثير من مخطوطاته في مختلف المكتبات من الهند والسعودية وتركيا وباكستان وبريطانيا وأوروبا، ولا سيماً لم تزل توجد في السند وخارج الباكستان حتى الآن. اسمه ونسبههو محمد هاشم بن عبد الغفور بن عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن خير الدين الحارثي السندي البتورائي، ثم البهرامفوري، ثم التتوي.[3] البهرام فوري: نسبة إلى «بهرام فور» (أو بهرام بور) وهي قرية من قرى مديرية تته. والتتوي: نسبة إلى مدينة معروفة بالسند «تته».[3] مولدهولد المخدوم محمد هاشم التتوي في ليلة الخميس في اليوم 10 من شهر ربيع الأول عام 1104 هـ[4] الموافق 19 نوفمبر عام 1692م في بتورة (قرية من مضافات مدينة تتا) في بيت المخدوم عبد الغفور التتوي.[5] الخلفية العائليةوالد محمد هاشم المخدوم عبد الغفور التتوي أيضاً كان عالما كبيرا، كان يسكن في سيهون، بعد ذلك إنتقل إلى منطقة تتا بتورة واستقر هنا، كان المخدوم محمد هاشم من أصل بنهور، نسبه ينتهي إلى بنو هاشم (الحارث بن عبد المطلب)،[6] أولاً جاء رجال من قبيلته إلى السند للجهاد مع محمد بن القاسم الثقفي في القرن الأول، بعد ذلك أقام بعضهم هنا لنشر الإسلام و تبليغ تعاليمه، فينتمي إليهم نسب محمد هاشم و أجدادہ.[3] نشأته وطلبه للعلمنشأ محمد هاشم السندي منذ نعومة أطفاره في جو علمي، إذ تَرَبَّى في حجر والده العالم الفاضل عبد الغفور السندي، وهكذا ترعرع في أسرة الفضل والعلم والدين.[7] بدأ محمد هاشم السندي في طلب العلم، على أبية الشيخ عبد الغفور السندي الذي كان كبار العلماء، فحفظ القرآن على يده، وتلقى عنه مبادئ اللغة الفارسية والعربية، والفقه وغيرها.[7] ثم ارتحل لطلب العلم إلى مدينة تته التي كانت عاصمة للبلاد، ومركزًا للعلم والفضل ومجمعًا لأعيان، فتلمذ على يد كثير من العلماء الأعيان فيها وخارجها.[8] الدرس والتدريستأسيس دار العلوم الهاشميةكان المخدوم محمد هاشم التتوي بعد تحصيل العلوم ساكنا في قريب بتوره في بهرام فور، وبدا يعظ ويخطب في أهلها لإشاعهدة الإسلام ونشر تعال تعاليمه، ولكن الناس منها لم يبالوا بمواعيظه وخطبه، لذلك غادر من بهرام فور إلى مدينة تته مغاضبا لهم وأسس مدرسة «دار العلوم هاشمية» قريبا من جامع خسرو، وقام هنا بنشر الإسلام وترويج تعاليمه بالدروس والتصانيف والمؤلفات، ولم يزل يشتغل في ذلك.[9] المسجد الهاشميكان المسجد الهاشمي واقعا في حي المخدوم محمد هاشم، إنه كتب في ذلك المسجد كثيرا من كتبه القيمة، وفي ذلك المسجد كتب الرسائل إلى حكام السند دعوة للإسلام، وفي ذلك المسجد أفتى على مسائل كثيرة، كان المغضوب يتعود أن يدرس الحديث في ثلث النهار، وبعد المخدوم الموصوف تولى درسه ومسنده إبنه عبد اللطيف، كذلك يقوم بالوعظ والموعظة، هذا المسجد ما زال عامرا إلى عهد تالفورو.[10] جامع خسرويسمى جامع خسرو مسجد دابغران، لأن هذا المسجد تقع في حي دابغران، هذا مسجد آخر يعظ فيه المخدوم محمد هاشم في صباح كل الجمعة، وبعد المخدوم الموصوف قام بهذه السلسلة ابنه يا عبد اللطيف التتوي، والآن ليس موجودا هذا الحي وليس سكانها موجودين، لأنه هذا المسجد خرب وصار غير عامر.[11] شيوخهاولًا: مشايخه من السند:[12]
ثانيًا: مشايخه من الحرمين الشريفين:[13]
ثالثًا: شيوخه في الطريقة والتصوف:[14]
تلاميذه
وغير هؤلاء هناك أسماء كثيرة من العلماء الأجلاء الذين أخذوا عنه.[15] تولي القضاءكان المخدوم محمد هاشم أصدر الحكم من حاكم السند غلام شاه كلهورا على إنهاء البدع والرسوم والأعمال المضادة للإسلام، بعد إصدار ذالك الحكم انتهت البدع والرسوم والأعمال القبيحة كمجيء النساء على المقابر إلى حد كبير، لذلك بعض الناس حاولوا وتأمروا عليه عند الحاكم على المخدوم الموصوف ولكن صارت النتيجة على عكس ذلك وتحولت على ذلك المؤامرين، وولي الحاكم غلام شاه المخدوم قاضي القضاة على تته، هكذا أصدر الحكم لولاء القضاة إليه وأمات مؤامرة المخالفين.[16] رحلاته العلميةحينما تنظر في حياة محمد هاشم السندي، ترى أنه كان له ثلاث رحلات علمية:
كانت من بلدة «بتورة» إلى مدينة العلماء والأعيان «تته» لطلب العلم.
كانت من «تته» إلى الحجاز. وهذه الرحلة لها أهمية وأثر على حياة محمد هاشم، حيث التقى في هذه الرحلة مع علماء مكة والمدينة واستفاد منهم. وكانت في تلك الرحلة من أعيان المحدثين آنذاك أمثال: الشيخ المحدث المفتي عبد القادر المكي الحنفي، والمحدث محمد بن عبد الله المغربي الفاسي، والشيخ أبي طاهر الكوراني من العلماء الأجلاء. وآنت هذه الرحلة ثمارها العلمية، حيث ألف الشيخ ثبته الشهير: «إتحاف الأكابر بمرويات الشيخ عبد القادر». وكان خروج محمد هاشم من تته لأداء الحج سنة 1135 هـ/1723م ووروده في المدينة المنورة يوم 12 رجب سنة 1136 هـ/1724م.[17][18]
كانت من «تته» إلى مدينة «سورت» بالهند. وهذه الرحلة۔ أيضًا۔ كانت لطلب العلم وتزكية النفس، حيث جاء ليأخذ الطريقة القادرية والإجازة في الحديث عن المحدث الإمام السيد سعد الله السلوني. ولم نعرف تحديدًا تاريخ قدومة بمدينة «سورت» ولکنه رجع إلى «تته» منها سنة 1137 هـ/1724م، يعدما ليس الخرقة الصوفية من الشيخ سعد الله القادري.[19] وهناك رحلات أخرى، ولكنها كانت للدعوة والإرشاد في ربوع بلاد السند، واستمرات إلى وفاته. فضله وثناء العلماء عليه
كتبه ومصنفاتهكان المخدوم محمد هاشم التتوي عالماٌ وباحثًا كبيرًا ومؤلفًا لكتب كثيرة في كثير من الوضوعات. قام بكتابة وتأليف حوالي 300 كتاب في الفقه وأسماء الرجال والقواعد والتعليق والقرآن والسيرة النبيوية وعلم العروض وأركان الإسلام والحديث والعديد من الموضوعات الإسلامية الأخرى باللغة العربية والفارسية والسندية.[24] لا يمكن إحصاء جميع الؤلفات للمخدوم محمد هاشم، ولكن بعض من تلك الكتب التي تتؤفر هي بالتفصيل: العربية
الفارسية
السندية
وفاتهعاش الإمام المحدث الفقيه محمد هاشم السندي التتوي سبعين سنة، ملازمًا للجمع والتصنيف والتأليف والتدريس، إلى أن توفي يوم الخميس السادس من رجب سنة 1174 هـ الموافق 11 فبراير 1761م. ودفن بمقابر مكلي تته.[25] المراجع
|