وصفه يوسف القرضاوي بقوله: هو «شاعر الشعب يشدو له حين يفرح، ويبكي حين يأسى، ويزأر من أجله حين يُظلم، ويصرخ صراخ الحارس اليقظ إذا أهدرت حقوقه، أو ديس في حماه، وشعبه هم المسلمون في كل مكان، عرباً كانوا أم عجماً، بيضاً كانوا أو سوداً، رجالاً كانوا أم نساء، وهو أيضاً شاعر الإسلام، وكل شاعر حقيقي للشعب، لابد أن يكون شاعراً للإسلام، فالإسلام هو دين الشعب ومنهجه الذي ارتضاه الله له، وارتضاه هو لنفسه بمقتضى عقد الإيمان».
وهو شاعر القصيدة الإسلامية الأول في العراق كما يقول د. بهجت عبد الغفور الحديثي.[1][2]
نسبه ونشأته
هو وليد بن عبد الكريم بن ملا إبراهيم كاكا بن مهدي بن صالح بن صافي العبيدي الأعظمي، ولد في حي الأعظمية عام 1348هـ /1930م، لأسرة عربية تنتمي لقبيلة العبيد العربيةالقحطانيةالحميرية ونشأ في أسرته المسلمة المحافظة وفي بيئة دينية قريبة السكنى من جامع الامام أبو حنيفة النعمان. أكمل دراسته الابتدائية سنة 1943م. وكان محباً للسباحة منذ الصغر، ولم ينقطع عن السباحة في نهر دجلة حتى بلغ اثنين وستين عاماً، وذلك بسبب إصابته بكسر في عظم الحوض.[3] حضر دروس الشيخ قاسم القيسي مفتي بغداد، كما حضر دروس الشيخ أمجد الزهاوي، وقد حضر جنازة الشاعر معروف الرصافي الذي دُفن في القسم الجنوبي من مقبرة الخيزران سنة 1945م.
بدأ الشاعر وليد نظم الشعر وهو ابن خمسة عشر عاماً، وكان قبل ذلك بقليل ينظم الزجل والشعر الشعبي بلغة العوام، وكان خاله الأديب مولود أحمد الصالح يوجهه ويرعاه ويصحح له بعض الأوزان ويبدل بعض الكلمات.
وكانت أولى قصائده في رثاء الشاعر العراقي البارز معروف الرصافي في سنة 1945.[4]
وفي سنة 1946م افتتحت جمعية الآداب الإسلامية فرعاً لها في حي الأعظمية فكان ينشر فيها بعض المقطوعات الشعرية بعد أن يراجعها ويصححها الأستاذ المصري محمود يوسف المدرس في دار المعلمين بالأعظمية، التي تحولت فيما بعد إلى جامعة صدام للعلوم الإسلامية والتي تغير اسمها إلى الجامعة العراقية كما تعرف حاليا [5]
ثم انطلق بعدها إلى الشعر حيث أصدر عدة دواوين شعرية كان أولها «ديوان الشعاع» الذي أصدره سنة 1959م وتتابعت بعد ذلك دواوينه.
من مؤلفاته
دواوين شعرية
ديوان وليد الأعظمي
ديوان (الشعاع) الذي نشر عام 1959م في بغداد، وقدّم له يوسف القرضاوي، ولم يأخذ حقه من الانتشار؛ لذلك يعد أقل دواوينه انتشارا وشهرة، بل بات في عداد الكتب النادرة.
ديوان الزوابع، نشر عام 1962م في بغداد، وكان الإهداء إلى سيد قطب تقديراً وحباً من الشاعر له، وهذا الديوان هو أوسع دواوين الشاعر انتشاراً، فقد طبع عشر مرات، وانتشر في العالم العربي والإسلامي، ومثّلت قصائده أناشيد حماسية يترنم بها الشباب في نواديهم واحتفالاتهم. وكتب مقدمته نعمان عبد الرزاق السامرائي، وقد أثار هذا الديوان ضجة في الأوساط الأدبية ببغداد؛ لأن الرقابة على النشر قامت بحذف بعضا من أبياته.[6]
ديوان أغاني المعركة، نشر عام 1966 في بيروت، قدم له نور الدين الواعظ.
ديوان (نفحات قلب) الذي نشر عام 1998م في بغداد، قدم له محسن عبد الحميد.
ديوان قصائد وبنود، نشر عام 2004م في بيروت؛ ضمن الأعمال الشعرية الكاملة.
قصيدة (أيها الراشد في أفكاره)، وهي آخر قصيدة نظمها وألقاها في الاحتفال الكبير بجامع الإمام الأعظم في بغداد، حيّا بها محمد أحمد الراشد، الذي عاد إلى الأعظمية بعد غياب قصري استمر سنوات، وكان ذلك عصر يوم الخميس 31/7/2003. وقد نشرت ضمن الأعمال الشعرية الكاملة عام 2004م.[3]
صدرت جميع دواوينه وأعماله الشعرية الكاملة مطبوعة في ديوان بمجلد واحد تحت عنوان (ديوان وليد الأعظمي، الأعمال الشعرية الكاملة) عن دار القلم بدمشق، وأشرف عليه الأديب عبد الله الطنطاوي وكتب مقدمته المستشار عبد الله العقيل وقد رآه المؤلف في مرضه الأخير وقبل وفاته بأسبوعين.
ولم تمض سنوات قليلة على وفاة الأعظمي، حتى صدرت أعماله النثرية الكاملة في ثماني مجلدات قام على جمعها وترتيبها أيضاً الأديب عبد الله الطنطاوي ولقد ضمت جميع مؤلفاته النثرية.
ذاع صيت وليد الأعظمي وانتشرت قصائده وأشعاره في العالم العربي كله، وكان الشباب المسلم يترنم بها في كل مكان وينشدها في المناسبات.
وأسهم بإلقاء الكثير من القصائد في البلدان التي زارها مثل: الكويت، وسوريا، والأردن، وفلسطين، ومصر، والجزائر، والسعودية، والإمارات، وإيران، واليمن وغيرها.[10]
كتب ألفت عنه
صدرت عنه رسائل جامعية منها:
رسالة الماجستير للطالب ناجي محمد ناجي السوري من جامعة الجزيرةبالسودان برسالة عنوانها (وليد الأعظمي - حياته وشعره) سنة 2002م.
وكتاب سيرة وليد الأعظمي تأليف الشاعر العراقي فالح الحجية.
كما صدرت عنه رسالة ماجستير من جامعة أم القرى بمكة المكرمة تحت عنوان (شعر وليد الأعظمي ـ دراسة موضوعية فنية)، للباحث فلاح بن مرشد بن خلف العتيبي سنة 1432هـ 2011هـ.
كتاب: يا فتية القدس، قدم فيه جابر قميحة دراسة عن (فلسطين في شعر وليد الأعظمي) الذي أوقف قلمه وشاعريته لقضايا المسلمين وفي القلب منها قضية فلسطين التي كان مسكوناً بحبها، مشغولاً بهمومها طيلة حياته، وظل هذا الهوى يهيمن عليه ويسكنه، فلا تكاد تخلو قصائده - على اختلاف موضوعاتها - من ذكر فلسطين مأساة ونضالاً. وقد نشر عام 2004، 224 صفحة، عن مركز الإعلام العربي.[11]
قالوا عنه
عبد الله العقيل: «إن الأخ الشاعر وليد الأعظمي لم تزده الأحداث، ولا تعاقب الأيام، إلا إصراراً على التمسك بالحق، والدعوة إلى الحق، واحتساب ذلك عند الله عز وجل. وهو لم يتلون مع المتلونين، ولم يخضع للسلاطين، وظل شاهراً سيفه، ينافح عن الإسلام ديناً، وعن المسلمين أمةً، في أي صقع من أصقاع الأرض وُجدوا، تؤرقه مشكلاتهم، ويتألم لمعاناتهم، ويستنهض الهمم لنجدتهم، والوقوفِ إلى جانبهم.» [3][12]
يقول الدكتور محسن عبد الحميد: «ومن هنا فلا أبالغ إذا قلت بأنني أعد وليد الأعظمي أحد الشعراء الثلاثة في العصر الحديث: إقبال والأميري ووليد الذين انحازوا بشعرهم كله وبكيانهم كله إلى الحق والإسلام.. الأول من خلال شعر فلسفي ساطع، والثاني من منطلق خيال شعري رائع، والثالث من ومضات ألق عاطفي متأجج».[13]
قال عنه الداعية نور الدين الواعظ ابن الشيخ رضا الواعظ: «هو شاعر الحقائق وليس بشاعر الشباب، كما اشتهر لأنه يتناول الحقائق بإسلوبه الأدبي الخاص، فيهز المشاعر، ويفجر العواطف، ويحلق بها في أجواء الإيمان الرحيبة».[14]
يقول جابر قميحة: "وليد الأعظمي شاعر عراقي باعتبار المولد، ولكنه شاعر عربي إسلامي باعتبار العقيدة والمنهج والسلوك والواقع الذي يعيشه، وأدائه الفني فكراً ولغة ووجداناً، فهو كما وصفه بحق الدكتور يوسف القرضاوي: "شاعر الشعب يشدو له حين يفرح، ويبكي حين يأسى، ويزأر من أجله حين يُظلم، ويصرخ صراخ الحارس اليقظ إذا أهدرت حقوقه، أو ديس في حماه، وشعبه هم المسلمون في كل مكان، عرباً كانوا أم عجماً، بيضاً كانوا أو سوداً، رجالاً كانوا أم نساء، وهو أيضاً شاعر الإسلام، وكل شاعر حقيقي للشعب، لابد أن يكون شاعراً للإسلام، فالإسلام هو دين الشعب ومنهجه الذي ارتضاه الله له، وارتضاه هو لنفسه بمقتضى عقد الإيمان". [بحاجة لمصدر]
قصيدة نشرتها جريدة دار السلام قبل وفاته وأبدى فيها أسفه ولوعته لما يحصل في بغداد من مآسي وكروب:
في كل مؤتمـر تبدو مبادرة
فيها لشباننا الأبطال تخـذيل
يقـررون ويحتجـون لاهـية
قلوبهـم فهي أدوار وتمثيل
لا ينبسـون بحرف فيه بارقة
من الصمـود ليستقوي بها الجيل
يهرولون ليرضى "بـوش" سيدهم
عنهم ويشكرهم موشي ورابيل
ولا ترد أذى أعدائنا صـور
ولا ترد الصواريخ التمـاثيل
هم الأسـود على أبناء أمتهـم
وعند شارون أقزام مهازيل
وفاته
توفي وليد الأعظمي في بغداد مطلع السنة الهجرية 1425 الموافق شهر شباط 2004م، وشيع بموكب مهيب حضرهُ العلماء والأدباء وصلى صلاة الجنازة عليه في جامع الإمام الأعظم جمع غفير من أهالي الأعظمية ثم دفن في مقبرة الخيزران.
مصادر
^د. بهجت عبد الغفور الحديثي، كتاب " القصيدة الإسلامية الحديثة وشعراؤها في العراق " ص 406.