مكة
مكَّة المُكرَّمَة هي المدينة الأقدس عند المسلمين، بها المسجد الحرام، والكعبة التي تعد قبلة المسلمين في صلاتهم. تقع غرب المملكة العربية السعودية، تبعد عن المدينة المنورة حوالي 400 كيلومترًا في الاتجاه الجنوبي الغربي، وعن مدينة الطائف حوالي 75 كيلومترا في الاتجاه الغربي،[5] وعلى بعد 72 كيلو مترا من مدينة جدة وساحل البحر الأحمر، وأقرب الموانئ لها هو ميناء جدة الإسلامي، وأقرب المطارات الدولية لها هو مطار الملك عبد العزيز الدولي. تقع مكة المكرمة عند تقاطع درجتي العرض 25/21 شمالًا، والطول 49/39 شرقًا،[6] ويُعد هذا الموقع من أصعب التكوينات الجيولوجية، فأغلب صخورها جرانيتية شديدة الصلابة. تبلغ مساحة مدينة مكة المكرمة حوالي 850 كم²،[6] منها 88 كم² مأهولة بالسكان، وتبلغ مساحة المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد الحرام حوالي 6 كم²،[6] ويبلغ ارتفاع مكة عن مستوى سطح البحر حوالي 277 مترًا.[7] كانت في بدايتها قرية صغيرة تقع في وادٍ جاف تحيط بها الجبال من كل جانب،[8] ثم بدأ الناس في التوافد عليها والاستقرار بها في عصر النبي إبراهيم والنبي إسماعيل،[9] وذلك بعدما ترك النبي إبراهيم زوجته هاجر وابنه إسماعيل في هذا الوادي الصحراوي الجاف، وذلك امتثالاً لأمر الله،[10] فبقيا في الوادي حتى تفجّر بئر زمزم، وقد بدأت خلال تلك الفترة رفع قواعد الكعبة على يد النبي إبراهيم وابنه إسماعيل. يبلغ عدد سكان مكة بحسب إحصائيات عام 2022، نحو 2,385,509 نسمة[11] موزعين على أحياء مكة القديمة والجديدة. تضم مكة العديد من المعالم الإسلامية المقدسة، لعل من أبرزها المسجد الحرام وهو أقدس الأماكن في الأرض بالنسبة للمسلمين؛ ذلك لأنه يضم الكعبة المشرفة قبلة المسلمين في الصلاة، كما أنه أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، وذلك حسب قول النبي محمد: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى»،[12][13] بالإضافة إلى ذلك، تعد مكة مقصد المسلمين في موسم الحج والعمرة[14] إذ إنّها تضم المناطق التي يقصدها المسلمون خلاله وهي مزدلفة، منى وعرفة. التسميةيبلغ عدد أسماء مكة المكرمة عبر العصور المختلفة أكثر من خمسين اسماً وكنية،[15] إلا أن أصل تسمية مكة مجهول تقريبا، وقد تعددت الفرضيات حول أصل التسمية، فقيل أنها سميت مكة لأنها تمكّ الجبارين أي تذهب نخوتهم،[16] ويقال أيضا أنها سميت مكة لازدحام الناس فيها.[16] يقال أن مكة عرفت بهذا الاسم لأن العرب في الجاهلية كانت تقول بأنه لا يتم حجهم حتى يأتوا الكعبة فيمكون فيها أي يصفّون صفير المكأو، وهو طائر يسكن الحدائق،[16] ويصفقون بأيديهم إذا طافوا حولها. ويرى آخرون أنها سميت بكة لأنه لا يفجر أحد بها أو يعتدي على حرماتها إلا وبكت عنقه. يقول البعض أنها سُميت مكة لأنها كانت مزاراً مقدساً يؤمه الناس من كل الأنحاء للتعبد فيه. أما كلمة بك فتعني في اللغة السامية الوادي،[17][18] وقد ورد في بعض الكتابات القديمة مدينة تسمى مكربة، وذهب الباحثون إلى أن هذه هي مكة. اسم مكة مذكور في القرآن مرة واحدة،[19] في سورة الفتح في الآية: ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا﴾،[20]، ولكن سميت بأسماء أو ألقاب أخرى، فسميت بكة في سورة آل عمران في: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ﴾،[21] وسميت أم القرى في سورة الأنعام في: ﴿وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا﴾،[22] وسميت أيضا البلد الأمين في سورة التين في: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ١ وَطُورِ سِينِينَ ٢ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ٣﴾ [التين:1–3]،[23] هذا بالإضافة إلى أسمائها الأخرى مثل معاد وتهامة والبيت العتيق والحاطمة وأم زحم والبلدة وغيرها. من الأسماء الأخرى لمكة، أو الجبال والبرية المحيطة بها، حسب آراء بعض الباحثين المسلمين، هي صحراء فاران أو برية فاران، والتي ذكرت في عدد من أسفار العهد القديم من الكتاب المقدس.[24] تنص التقاليد العربية والإسلامية أن فاران المذكورة إنما يُقصد بها مكة وهي المكان حيث نزل النبي إسماعيل بن إبراهيم وأمه هاجر.[24] يقول ياقوت الحموي أن «فران» كلمة عبرية عُرّبت مع مرور الوقت بفعل التمازج والتفاعل بين العرب واليهود في بعض مواقع شبه الجزيرة العربية.[25] من الأسماء الأخرى لمكة في التوراة: تل فران، وهو اليوم اسم لتل يقع على تخوم المدينة.[25] تاريخ مكةالعصور المبكرةيرجع تاريخ تأسيس مكة إلى ما قبل ميلاد النبي إسماعيل وقيامه مع أبيه النبي إبراهيم برفع أساسات الكعبة، وكانت مكة في بدايتها بلدة صغيرة سكنها بنو آدم إلى أن دُمرت، بحسب المعتقد الإسلامي، أثناء الطوفان الذي ضرب الأرض في عهد النبي نوح،[26] وأصبحت المنطقة بعد ذلك وادٍ جاف تحيط بها الجبال من كل جانب،[27] ثم بدأ الناس في التوافد عليها والاستقرار بها في عصر النبي إبراهيم والنبي إسماعيل، وذلك عندما تفجر بئر زمزم عند قدمي النبي إسماعيل،[28] بعدما ترك النبي إبراهيم زوجته هاجر وولده إسماعيل في هذا الوادي الجاف. وبعد ذلك جاء ركب من قبيلة جرهم فسكنوا مكة، وهم أول من عُرف بسكنها،[29] وقامت قبيلة جرهم خلال فترة حكمهم لمكة بدفن بئر زمزم، وأكلوا مال الكعبة الذي يُهدى لها،[30] واستمرت قبيلة جرهم في مكة حتى نهاية القرن الثالث الميلادي، وكان بغي قبيلة جرهم في مكة سببا في قيام بني غبشان من قبيلة خزاعة وبني بكر من قبيلة كنانة بمحاربة جرهم فلما انتصروا على قبيلة جرهم نفوها من مكة فقام سيدها عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي بدفن غزالي الكعبة وحجر الركن في زمزم قبل خروجه بقومه إلى اليمن.[30][31] تولت بعد ذلك قبيلة خزاعة حكم مكة واستمرت كذلك ما يقارب ثلاثمئة سنة،[30] وقام سيدها عمرو بن لحي الخزاعي بعبادة الأوثان، فكان أول من غيّر دين النبي إبراهيم وعبد الأوثان في شبه الجزيرة العربية.[32] انتقل أمر مكة بعد ذلك من يد قبيلة خزاعة إلى قبيلة كنانة ثم إلى قريش وهي فرع من قبيلة كنانة تنتسب إلى النضر بن كنانة، تحت أمرة «قصي بن كلاب» جد النبي محمد الرابع،[33] وقام ببناء دار الندوة ليجتمع فيها مع رجال قريش، وقام قصي بن كلاب قبل وفاته بتقسيم أمور الحرم على أولاده الأربع، فكانت سقاية البيت والرفادة والقيادة من نصيب ولده «عبد مناف بن قصي» الجد الثالث للنبي محمد.[33] بعد وفاة «عبد مناف بن قصي» تولى قيادة قريش ابنه «هاشم بن عبد مناف»، وبعد وفاته تولى القيادة وسقاية الحرم «عبد المطلب بن هاشم» الذي قام بحفر بئر زمزم مرة أخرى.[34] في ذلك الوقت كان «ابرهة الحبشي» في اليمن قد بنى كنيسة القليس ليحج إليها الناس جميعاً،[35] فلما علم أحد رجال قبيلة كنانة بأمر هذه الكنيسة خرج إليها وأحدث فيها، فلما علم أبرهة أن أحد أهل الحرم قد أحدث في كنيسته غضب وخرج بجيشه المصحوب بالفيلة يريد تدمير الكعبة في مكة وإجبار العرب على الحج إلى كنيسته،[35] وعندما وصل إلى مكة أبت الفيلة التقدم نحو الكعبة، وعندها أرسل الله طيوراً أبابيل تحمل معها حجارة من سجيل فدمرت أبرهه وجيشه، وفق المعتقد الإسلامي،[35] وقد سُمي هذا العام بعام الفيل وهو العام الذي ولد فيه النبي محمد. العصر النبويكانت الجزيرة العربية قبل الإسلام مجموعة من القبائل، وكانت أغلبها تدين بالوثنية مع أقلية تدين باليهودية والمسيحية. وُلد النبي محمد بمكة في عام الفيل الذي يوافق عام 570م،[36] وفي القرن السابع الميلادي ظهر الإسلام في مكة على يد النبي محمد، وبدأ في دعوة الناس إلى الدين الجديد، فأسلم معه أبو بكر الصديق[37] وخديجة بنت خويلد وعلي بن أبي طالب. كانت الدعوة الإسلامية في بدايتها سرية لمدة ثلاث سنوات،[38] وكانت الاجتماعات تتم في دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي القرشي حتى أمر الله نبيه بالجهر بالدعوة بين الناس،[38] وكانت تلك الدعوة سبباً في إغضاب سادة قريش، فأعد المشركون كافة الأساليب لإحباط هذه الدعوة، فقاموا بتعذيب المسلمين وإيذاء النبي بكافة الوسائل،[38] فكان عم النبي أبو طالب بن عبد المطلب يؤازره ويدافع عنه. لما اشتد أذى المشركين للمسلمين الضعفاء،[39] أمر النبي المسلمين بالهجرة إلى الحبشة،[39] فهاجر بعضهم إلى هناك، حيث رحب بهم «النجاشي» ملك الحبشة ونصرهم. وبعد ازدياد الأذى بالمسلمين وبالنبي، أمرهم الأخير بالخروج إلى يثرب، ثم قام النبي بعد ذلك بالهجرة إلى هناك، وذلك بعدما اتفق مع وفد قبيلتي الأوس والخزرج على نصرته وحمايته.[40] بعد هجرة النبي محمد إلى المدينة المنورة، حدثت بعض المعارك بين المسلمين وقريش، كانت أولها غزوة بدر عام 2هـ، الموافق 624م، والتي انتهت بانتصار المسلمين،[41] ثم غزوة أحد، وبعد ذلك غزوة الخندق عام 5هـ، حتى جاء شهر شوال عام 6هـ، الموافق 628م، فخرج النبي مع بعض المسلمين في اتجاه مكة لآداء العمرة،[42] وعندما وصلوا إلى منطقة الحديبية رفضت قريش دخول النبي محمد وأصحابه إلى المدينة،[42] وعقدوا بعد ذلك صلح الحديبية الذي نص على وقف القتال وعودة النبي وأصحابه للعمرة في السنة المقبلة،[42] وحرية القبائل في الدخول في تحالف إما مع النبي وإما مع قريش. بعد عقد الصلح اختارت قبيلة خزاعة التي تقطن مكة الانضمام إلى حلف النبي، فيما دخل بنو الدئل بن بكر من قبيلة كنانة في حلف قريش، وقد كانت بين القبيلتين حروب قديمة،[43] فأراد بنو الدئل بن بكر الكنانيين أن يأخذوا بثأرهم القديم من خزاعة، فأغاروا عليها ليلاً وقتلوا منهم الكثير وذلك بمساعدة قريش نفسها،[43] فلما علم النبي بذلك أمر بالاستعداد لفتح مكة وكان ذلك سنة 8هـ، ولما وصل النبي محمد إلى مكة بجيشه دخلها بدون أي قتال،[43] وهدم الأصنام، وعفا عن أهل مكة من المشركين.[43] وعيّن عتاب بن أسيد الأموي القرشي أميراً على مكة، وقد أقام النبي فيها تسعة عشر يوماً فقط، ثم غادرها عائداً إلى المدينة المنورة. العصور الوسطى والحديثةمنذ فتح مكة وحتى وفاة النبي محمد عام 11هـ، الموافق 634م،[44] تولى إدارة مكة عتاب بن أسيد الأموي القرشي[45] ولم يرتد أهل مكة حين ارتدت بعض قبائل العرب بعد وفاة النبي محمد،[46] ومرت مكة بمرحلة من الاستقرار منذ بداية خلافة أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وانتهت باغتيال عثمان بن عفان عام 35هـ، الموافق سنة 655م،[45] وبدأت مرحلة عدم الاستقرار في خلافة علي بن أبي طالب التي مرت خلالها الدولة الإسلامية بالكثير من الفتن والحروب، أبرزها موقعة الجمل، موقعة صفين، ومعركة النهروان،[45] وخلال هذه المرحلة اغتيل علي بن أبي طالب، وتولى معاوية بن أبي سفيان الخلافة عام 41هـ، الموافق سنة 661م.[45] ولما توفي معاوية كانت مكة مركزاً لانطلاق المعارضة لحكم الأمويين، وذلك عندما رفض الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير مبايعة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان للخلافة،[45] وقد انتهت هذه المعارضة بمقتل الحسين بن علي في معركة كربلاء، ومقتل عبد الله بن الزبير الذي كان قد تولى الخلافة في مكة بعد هجوم الحجاج بن يوسف الثقفي عامل عبد الملك بن مروان على مكة ومحاصرتها عام 73هـ، الموافق عام 692م. قام الأمويون خلال حكمهم لمكة بالعديد من الإصلاحات مثل شق الطرق، والاهتمام بالأمور الدينية والعلمية، ولعل أبرز هذه الإصلاحات كان عام 91هـ عندما تم توسعة المسجد الحرام وتسقيف أروقته على يد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان. عاشت مكة تحت حكم الخلافة الأموية حتى عام 132هـ، الموافق سنة 750م، عندما قامت الخلافة العباسية على يد أبُو العبَّاس السفَّاح،[47] وقد اهتم العباسيون بعمارة المسجد الحرام حيث تم توسعة المسجد في عهد أبُو جَعْفَر المَنْصُور،[47] ولعل أبرز الأحداث التي مرت بها مكة في هذه الفترة استيلاء القرامطة عليها وسرقتهم للحجر الأسود عام 317هـ، الموافق عام 929م، ولكن تمت إعادته عام 330هـ، الموافق سنة 941م. بعد خروج مكة من نفوذ الدولة العباسية، خضعت المدينة لسيطرة الكثير من الدول مثل الدولة الإخشيدية، الدولة الفاطمية، الدولة الأيوبية،[47] والدولة العثمانية التي كان من أهم إنجازاتها إنشاء سكة حديد الحجاز إلى عام 597هـ، الموافق سنة 1200م، عندما أجلاهم أشراف مكة من بني هاشم من مكة وتولوا حكمها وإدارتها. وكان حكم بني هاشم لمكة قديما بدأ على يدي جعفر بن محمد بن الحسين بن محمد بن موسى الحسني القرشي، وقد استمر حكم أسرهم المتعاقبة لمكة حتى قيام الدولة السعودية الثالثة على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود عام 1351هـ، الموافق عام 1932م.[48] المرحلة المعاصرةفي يونيو من عام 1916 اندلعت الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين بن علي حاكم مكة[49] وبمساعدة من بريطانيا ضد الدولة العثمانية وذلك أثناء الحرب العالمية الأولى،[49] وتمكن أفراد القبائل الذين انضموا إلى الثورة من تفجير خط سكة حديد الحجاز بمساعدة ضابط المخابرات البريطاني «إدوارد لورنس» المعروف بلقب لورنس العرب،[50] الأمر الذي أدى إلى منع وصول الدعم العثماني وانسحاب الجيش العثماني. على إثر ذلك أعلن الشريف حسين بن علي عن قيام مملكة الحجاز.[49] واستمرت هذه المملكة قائمة حتى سقوطها عندما دخل الملك عبد العزيز آل سعود مكة في 17 ربيع الأول 1343هـ، الموافق 16 أكتوبر 1924، مع جيشه وجيوش حلفائه من قادة إخوان من طاع الله ومن أبرزهم سلطان بن بجاد وخالد بن لؤي وعقاب بن محيا، وذلك بعد انتصارهم على جيش الشريف حسين بن علي[51] فرحل الشريف حسين بعد ذلك إلى جدة ومنها إلى العقبة التي يحكمها ولده عبد الله الأول بن الحسين وتولى ابنه علي بن الحسين حكم مكة لفترة استمرت عاماً واحداً،[52] ثم رحل إلى العراق، وتم تعيين الأمير فيصل بن عبد العزيز آل سعود حينها كأول أمير على مكة من أسرة آل سعود. اهتم القادة السعوديون بتطوير مكة وتوسعة وتحسين المسجد الحرام، فتمت توسعة المسجد في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود[53] عام 1375هـ، الموافق سنة 1955م، ثم في عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود، ونتجت عن هذه التوسعة زيادة الأماكن المخصصة للمصلين من 50 ألف مصل إلى 300 ألف مصل،[54] واستغرق إنجاز هذه التوسعة حوالي عشر سنوات وتلتها توسعة الملك فهد ومؤخرا توسعة الملك عبد الله. مرت مكة في العصر الحديث بالعديد من الأحداث البارزة مثل حادثة الحرم المكي حيث قام المدعو جهيمان العتيبي باقتحام المسجد الحرام في 1 محرم 1400هـ، الموافق 20 نوفمبر 1979م، ومعه 200 مسلح في محاولة منهم لقلب نظام الحكم في السعودية، وسيطر المسلحون على إذاعة المسجد الداخلية وتحصنوا في المآذن وأغلقوا أبواب الحرم[55] واستمر الحصار لمدة أسبوعين كاملين[55] حتى اقتحمت قوات الأمن السعودية المسجد الحرام في 14 محرم 1400هـ، الموافق 4 ديسمبر 1979، بمساعدة فرقة قوات خاصة باكستانية وفريق استشاري فرنسي،[55] وتم استعادة السيطرة على المسجد، وأسفرت حصيلة العمليات عن مقتل 255 شخصاً وإصابة ما يقارب 560 آخرين.[55] لم يكن استيلاء جهيمان وجماعته على المسجد الحرام الحادث البارز الوحيد في تاريخ مكة الحديث، ففي 31 يوليو 1987 قام بعض الحجاج الإيرانيين بمظاهرات عارمة أثناء موسم الحج منددة بالولايات المتحدة عُرفت بأحداث مكة 1987،[56] وقاموا بسد الطرقات وإحراق السيارات ومنع الحجاج الآخرين والأهالي من الذهاب إلى وجهاتهم،[56] فحاول بعض الحجاج التدخل لتهدئة الإيرانيين وفض المظاهرات لكنهم رفضوا هذا المطالب،[56] ثم بدأ المتظاهرون في التوجه إلى المسجد الحرام رافعين شعارات الثورة الإسلامية في إيران وصور مرشدها العام آية الله الخميني، فتدخلت قوات الأمن السعودية لإنهاء تلك التظاهرات.[56] أسفرت هذه المواجهات بين قوات الأمن السعودية والمتظاهرين الإيرانيين عن مقتل 402 شخصاً (275 من الحجاج الإيرانيين، 85 من السعوديين، 45 حاجاً من بلدان أخرى)، وعن إصابة 649 شخصاً (303 من الحجاج الإيرانيين، 145 من السعوديين، 201 حاجاً من بلدان أخرى).[56] الجغرافياالموقع
المناخيسود مكة المناخ الصحراوي الحار مثل أغلب مدن شبه الجزيرة العربية،[57] ونظراً لوجود مكة بالمنطقة المدارية، وبُعدها النسبي عن ساحل البحر الأحمر فهي تتميز بمناخ جاف نسبياً، وترتفع درجة حرارتها كثيراً في فصل الصيف فتصل في شهر يونيو إلى ما يقارب 47° مئوية، أما في فصل الشتاء فتختلف مكة عن باقي مدن الجزيرة العربية، فهي تتميز بمناخ دافئ وتتراوح درجة الحرارة بين 25° مئوية نهاراً و17° مئوية ليلاً،[57] أما الأمطار فيكثر هطولها في شهور نوفمبر، ديسمبر، ويناير ويبلغ المعدل السنوي لهطول الأمطار في مكة ما بين 25 و80 مليمترا. بالنسبة للرياح فتهب من الاتجاهات الشمالية والشمالية الغربية والجنوبية الغربية، وتبلغ متوسطة سرعتها ما بين 3 و36 عقدة. بالنسبة للرطوبة فهي متوسطة أغلب أوقات السنة ويبلغ متوسط معدلها ما بين 32 و57%.[57]
الجيولوجياتقع مكة ضمن إقليم تهامة غرب شبه الجزيرة العربية على بعد 80 كم من البحر الأحمر ضمن تشكيلات الدرع العربي المكون من صخور متحولة، صخور جوفية اندساسية، وصخور جرانيتية،[59] أما أوديتها فتغطيها ترسبات الحصى والرمل، ومعظم هذه الأودية التي تتشكل منها مكة تتبع في تكوينها حركات الصدوع والانكسارات التي مرت بالدرع العربي خلال الأزمنة الجيولوجية القديمة. يبلغ ارتفاع مكة حوالي 277 متراً فوق مستوى سطح البحر.[7] الجبال
الأوديةتضم مكة الكثير من الأودية بحكم موقعها في شبه الجزيرة العربية، ومن أبرز هذه الأودية: السكانبلغ عدد سكان مدينة مكة 2,385,509 نسمة[11] حسب تعداد السعودية 2022، عدد السعوديين منهم 1,062,138 نسمة،[11] وعدد غير السعوديين 1,323,371 نسمة.[11] فيما بلغ عدد سكان مكة بحسب إحصائيات عام 2015، حوالي 1,578,722 نسمة[64] موزعين على أحياء مكة القديمة والجديدة. تنقسم الأسر في مكة إلى نوعين: أسر نووية وأسر ممتدة، تبلغ نسبة الأسر الممتدة في مكة حوالي 11% من إجمالي الأسر، في حين تبلغ الأسر النووية نسبة 89% الباقية،[65] ومعظم المواطنون السعوديين فيها ينتمون الى سكانها الأصليين من القبائل العربية مثل هذيل وكنانة وقريش والأشراف (بني هاشم) وخزاعة وحرب وغيرهم وهم يشكلون النسبة الأكبر من سكان مكة. حسب تعداد السعودية 2022 فإن 44.5% من سكان مكة من السعوديين، وأن نسبة 55.5% هم من غير السعوديين.[11] وتحتل أكبر ثماني جاليات في مكة 75% من الإجمالي، وهم اليمنيون، الباكستانيون، المصريون، البورماويون، البنغاليون، النيجيريون، السودانيون، والماليون.[65] يبلغ عدد الأسر في مكة 587,357 أسرة.[11] وتتراوح أحجام النسبة الأكبر من الأسر بين فردين إلى سبعة أفراد، حيث تمثل هذه الأحجام 73.2% من الإجمالي، أما الأسر ذات الحجم الكبير التي تضم أكثر من عشرة أفراد فنسبتها لا تتجاوز 4% فقط.[65] تسكن النسبة الأكبر من أسر مكة في شقق بعمارات أو منازل، حيث تبلغ هذه النسبة ما يُقارب 64.4%، وتبلغ نسبة من يقيمون في منازل شعبية 13% تقريبا، وهناك نسبة 10% من الأسر تسكن في فلل مستقلة. 20% من مساكن مكة تبلغ مساحتها أقل من 100م²، وحوالي 64.6% من المساكن مساحتها أقل من 200م²، أما المساكن التي تبلغ مساحتها 400م² وأكثر فتمثل نسبة 15% تقريباً.[65] تبلغ نسبة السكان الذين يقيمون في مساكن ملك لهم 46% تقريباً من إجمالي عدد السكان، وتبلغ نسبة من يقيمون في مساكن مستأجرة حوالي 51%، وتبلغ نسبة السكان الذين تصل إليهم مياه الشبكة العامة للشرب حوالي 76% من الإجمالي، في حين أن 24% يحصلون على المياه من الآبار وعربات النقل وبعض المصادر الأخرى.[65] الاقتصادأفاد موقع مكة الاستراتيجي بوصفها محطة للقوافل بين الشمال والجنوب أيام الجاهلية في إمساكها بزمام التجارة بين أطراف شبه الجزيرة العربية وبين الطرفين المتنافسين، أي الفرس والروم،[66] كما أفادت مكة من الأسواق التي أقامتها للتجارة ولاتخاذها منتديات أدبية وأشهر أسواق مكة في الجاهلية ثلاثة هي سوق عكاظ وسوق مجنة وسوق ذي المجاز، وتمتعت مكة بظروف اقتصادية جيدة إلى حد ما من خلال مزاولتها للتجارة الداخلية والخارجية، وتمكن أهلها من تحقيق ثروات كبيرة من هذه التجارة عوضتهم عن فقر البيئة التي تحيط بالمدينة،[66] و كان أهل مكة أكثر سكان شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام براعة في استثمار الأموال والنقود، فقد كانوا يستثمرون رؤوس أموالهم في التجارة وفيما يمكن تسميته بالأعمال المصرفية كالربا أو المضاربة، كما أنهم وظَّفوا أموالهم في المشاريع الصناعية أو الزراعية، بحيث يتفقون على ربح ثابت أو نسبة من الأرباح دون تحمل أي خسائر [67] و قد استطاع تجار مكة إنشاء علاقات تجارية مع كل من الأحباش والمصريين مستفيدين من اقترابها من البحر الأحمر،[66] حيث استخدموا سفناً تجارية تعمل لحسابهم. يعتمد اقتصاد مكة الحديث بشكل رئيسي على محورين أساسيين هما المواسم الدينية والإنفاق الحكومي،[68] يُشكل موسم الحج والعمرة مصدر دخل أساسي لأهل مكة، وتُعد السلع والخدمات التي توفرها مدينة مكة لزوار المسجد الحرام، بمثابة صادرات غير منظورة، إذ أن أغلب زوار مكة يحرصون على شراء بعض الذكريات أو الهدايا لأحبائهم. أما المحور الآخر في الاقتصاد المكي هو الإنفاق الحكومي. تُقدّر الميزانية السنوية التي تخصصها الحكومة السعودية لأمانة العاصمة المقدسة بحوالي 50 مليون دولار أمريكي،[69] يتم صرفها في الخدمات الأساسية من بنية تحتية، تطوير وتنفيذ المخططات التنموية، بناء المساكن، تشييد الطرق، فضلاً عن العناية بالمسجد الحرام والمشاعر المقدسة وما تتضمنه من توسعات وتجديدات وإصلاحات. المشاريع التنموية
المدينة الحديثةالتقسيم الإداريتُقسم مكة إدارياً إلى عشرة بلديات فرعية وتُقسم كل بلدية من هذه البلديات إلى أحياء، وتتميز أحياء مكة بتنوعها بين أحياء تاريخية تمتد جذورها إلى حقب الجاهلية ما زالت تحتفظ بأسمائها وأخرى حديثة نشأة مع التطور العمراني وهي:[86]
الحدائق العامة والأماكن الترفيهيةتضم مكة الكثير من الحدائق العامة، يبلغ عددها ما يقارب 476 حديقة بإجمالي مساحة 2074429م²،[87] منها 170 حديقة تضم ألعاباً للأطفال.[88] من أهم الحدائق العامة الموجودة في مكة، حديقة المسفلة، تبلغ مساحتها حوالي 23000م² وتقع في حي المسفلة، حديقة الرصيفة، حديقة شبه الجزيرة العربية وهي واحدة من أكبر حدائق مكة حيث تبلغ مساحتها حوالي 170000م²،[87] وتقع على الطريق الدائري الثالث، حديقة بدر، الحديقة الرخامية، حديقة الكعكية، ومشتل أمانة العاصمة المقدسة وهو المصدر الأساسي للأشجار والنخيل في حدائق مكة، وتبلغ مساحته حوالي 225000م².[87] بالنسبة للأماكن الترفيهية فتضم مكة العديد من الملاهي الترفيهية من أهمها حديقة الطفل، ملاهي الحكير، ملاهي درة النعمان، ملاهي بدر، وملاهي مكة مول، وملاهي المسفلة، إضافةً إلى 10 ممرات مشاة بطول تقديري 9575م، وإضافة إلى أربعة أندية رياضية.[89] كما توجد متاحف متنوعة في مكة المكرمة وأهمها متحف برج الساعة، حيث يعرض رحلة الكون من بدايته إلى أن تم إنشاء برج الساعة، ويقع في الدور P9، ويجب شراء التذاكر قبل الصعود للمتحف، كذلك متحف كسوة الكعبة المشرفة في طريق أم الجود، بالإضافة لمتحف ومعرض أصحابي، في ساحة الخليل بجبل عمر، متحف مكة في طريق الزاهر مبنى أثري تم ترميمه وتحويله إلى متحف يحوي العديد من الآثار التي يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد، كما يحوي على جزء كبير من الآثار المتأخرة. الأسواق والمراكز التجاريةيقوم اقتصاد مكة بشكل رئيسي على بيع السلع والمنتجات لأهل المدينة والحجاج والمعتمرين، لذا تكثر الأسواق المركزية والمراكز التجارية فيها، من أبرز هذه الأسواق:
الفنادقتضم مكة الكثير من الفنادق، وتتركز بعضها داخل المنطقة المركزية حول المسجد الحرام،[90] ومن أهمها:
المساجدتضم مكة الكثير من المساجد، منها ما هو قديم، ومنها ما هو حديث وفيما يلي بعض أبرز مساجد المدينة بخلاف المسجد الحرام:
المستشفياتتضم مكة ما يقارب 14 مستشفى و81 مركزا صحيّا،[95] موزعة على أحياء مكة المختلفة، ويعمل بهذه المراكز والمستشفيات حوالي 1375 طبيب. فيما يلي أهم مستشفيات مكة:[96]
معالم مكة
النقل والمواصلاتالمطارات
الأنفاق والطرق السريعة
تمتلك مكة شبكة من الأنفاق المنتشرة في جميع أنحائها وذلك بحكم طبيعتها الجبلية، يبلغ عددها 56 نفقاً للسيارات[110] وعشرة أنفاق للمشاة، بطول 26 كيلومترا،[111] ومن أبرز هذه الأنفاق: أنفاق أجياد السد، مجموعة أنفاق شعب عامر، مجموعة أنفاق باب الملك، مجموعة أنفاق طريق المشاة المعيصم، مجموعة أنفاق جسر الملك خالد، مجموعة أنفاق الفيصلية، ومجموعة أنفاق السليمانية،[112] وغيرها الكثير.
بالنسبة للطرق، تمتلك مكة شبكة من الطرق السريعة تربطها بباقي مدن منطقة مكة المكرمة أو بالمناطق الأخرى، أما أبرز هذه الطرق:[113] طريق الهدا (والمؤدي إلى مدينة الطائف)، وطريق السيل الكبير (والمؤدي إلى مدينة الطائف)، وطريق مكة - جدة السريع، وطريق مكة - المدينة المنورة السريع، وطريق مكة - جيزان السريع، وطريق مكة الدائري. القطارات
الثقافة والتعليم
تأثرت ثقافة مكة بثقافات الحجاج والمعتمرين الذين يتوافدون عليها سنوياً، وبالتالي فهي تمتلك تراثاً ثقافياً غنياً. أولى الصحف التي تم جلبها إلى مكة كانت عام 1885 على يد الوالي العثماني «عثمان نوري باشا»، وفي سنة 1915 طُبِعَت أول جريدة رسمية لمكة وسميت «جريدة القبلة»، وتوسعت هذه الجريدة في العصر السعودي الحديث وأصبحت تسمى «صحيفة أم القرى» إحدى أكبر الصحف السعودية الرسمية.[121] إضافة إلى الصحف تضم مكة مقرات العديد من المنشآت والمؤسسات والمنظمات، فهي تضم مركز تليفزيون مكة التابع للتليفزيون السعودي والذي دُمّر تماماً في حريق اندلع به في 24 يونيو 2009.[122][123] كما تضم مكة المقر الرئيسي لرابطة العالم الإسلامي،[124] وهي منظمة إسلامية عالمية تقوم بالدعوة للإسلام وشرح مبادئه وتعاليمه. ونظراً للمكانة المقدسة التي تتمتع بها مكة في العالم الإسلامي فقد اختيرت «عاصمة الثقافة الإسلامية» لعام 2004.[125] كان للأسواق الأدبية التي أقيمت في مكة قبل الإسلام كمثل سوق عكاظ وسوق مجنة وسوق ذي المجاز أثر عظيم في إثراء لغة أهل مكة وشيوعها،[126] وعندما جاء القرآن باللغة العربية، سادت لهجة أهل مكة غيرها من اللهجات. كانت أسواق مكة أيضا مجالاً للنشاط الاقتصادي والاجتماعي والفكري وتبادل الآراء، مما أضاف مادة خصبة للهجة أهل مكة،[126] وعلى مر العصور بعد الإسلام، أثر الاختلاط السكاني الذي ساد مكة في لغة أهلها العربية، فكثر فيها الدخيل من الألفاظ الفارسية والتركية والهندية والأردو، وفي العصر الحاضر ونتيجة للحركة التجارية المزدهرة التي تسود موسم الحج، يجيد الكثير من أهل مكة العديد من اللغات كالإنجليزية والفارسية والأردو.[126] النوادي الأدبية والثقافية تُقام في مكة العديد من المهرجانات والنوادي الأدبية والثقافية، من أبرز هذه المهرجانات «مهرجان مكة خير»[127] وهو مهرجان يُعقد سنوياً وتنظمه شركة جدة للمعارض الدولية، ويضم المهرجان فعاليات ثقافية واجتماعية ورياضية مثل ندوات الشعر والأدب والألعاب الترفيهية وعروض الطيران الشراعي.[128] كما يُعقد في مكة العديد من الندوات والنوادي الأدبية والثقافية مثل نادي مكة الثقافي الأدبي.[129] بالنسبة للمطبخ المكي فيتميز بتنوعه نتيجة لاختلاف الحضارات والأجناس المستوطنة بمكة مثل الأكلات البخارية والتركستانية والهندية والإندونيسية وغيرها. وتُعد وجبة الكبسة وجبة الغداء الأساسية في المائدة المكية بالإضافة إلى المندي، بجانب تلك الوجبات تعتبر الشاورما وجبة ذات شعبية لدى الشباب في مكة. تنتشر مطاعم الوجبات السريعة في مكة وهي كثير لعل من أبرزها ماكدونالدز، دجاج كنتاكي وسلسلة مطاعم البيك، وتنتشر في مكة أيضا بعض المطاعم البخارية، الإندونيسية، الهندية، الباكستانية، المصرية، والتركية. التعليمكان التعليم في مكة في عصر الجاهلية يتم في الكتاتيب، إلا أن أغلبية سكان مكة في ذلك الوقت كانوا من الأميين، وفي عهد الإسلام انطلقت أول مدرسة من دار الأرقم حيث كانت الدعوة الإسلامية سرية لأوائل المسلمين.[130] استمر أسلوب التعليم في مكة عبر الحلقات سائدا لفترة من الزمن، غير أن الحركة التعليمية في مكة نمت وتزايدت مما ساعد على ظهور التعليم المدرسي،[130] فأنشئت حول المسجد الحرام مدارس عدة في الربع الأخير من القرن السادس الهجري من أبرزها مدرسة الزنجيلي، طاب الزمان، الأرسوفي، وقد استمر إنشاء المدارس حتى بلغ عددها قرابة ثلاثين مدرسة مع نهاية القرن الحادي عشر الهجري.[130] المدارس تضم مكة العديد من المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية من أبرزها:[131] مدرسة الرحمانية الابتدائية، ومدارس المعرفة الأهلية لجميع المراحل، ومدرسة ابن القيم الابتدائية، ومدرسة سفيان الثوري الابتدائية، ومدرسة مالك بن أنس الابتدائية، ومدرسة الهجرة المتوسطة، ومدرسة عمير بن الحمام المتوسطة، ومدرسة ابن خلدون المتوسطة، ومدرسة الملك عبد العزيز المتوسطة، ومدرسة الحسين بن علي الثانوية، ومدرسة الملك خالد الثانوية، ومدرسة مكة الثانوية، ومدرسة أم القرى الثانوية، ومدرسة أبو أيوب الأنصاري الثانوية. الجامعات تضم مدينة مكة جامعة واحدة فقط هي جامعة أم القرى. تضم الجامعة 34 كلية ومعهد علمي[132]، تحتوي على 310 قاعة دراسة، ويبلغ عدد الطلاب والطالبات الملتحقين بها ما يُقارب 106,320 طالب وطالبة بين مواطنين ومقيمين.[133] الرياضةيقع في مدينة مكة مقر نادي الوحدة الذي تأسس سنة 1945، وهو نادي ذي نشاطات متعددة، رياضية واجتماعية وثقافية.[134] تضم مكة العديد من المراكز والنوادي الرياضية موزعة على كافة الأحياء، مثل نادي الرشد الرياضي. توجد في مكة مدينة الملك عبد العزيز الرياضية وتبعد عنها حوالي 12 كيلومترا، وهي مدينة رياضية متكاملة افتتحت عام 1984، وتضم ملعب رئيسي وهو ستاد الملك عبد العزيز الخاص بنادي الوحدة، وتضم كذلك مسبح أولمبي، وصالة رئيسية مخصصة لألعاب كرة سلة، كرة يد، كرة طائرة، التنس الأرضي، كمال الأجسام، الملاكمة، والمصارعة، الكاراتيه، الجودو، التايكوندو، ولعبة الجمباز. تضم المدينة أيضًا بيتًا خاصًا للشباب وصالة لكبار الشخصيات والزوار، وقد شهدت المدينة حفل افتتاح دورة ألعاب التضامن الإسلامي التي أقيمت في السعودية في أبريل من عام 2005.[135][136] أشهر أعلام مكة
مصادر
وصلات خارجية |